ضعف كادر وقلة مستلزمات ومرافق.. سكان يشتكون واقع التعليم “المتردي” بدير الزور
دير الزور – نورث برس
يحاول أحمد تعويض الفاقد التعليمي لأطفاله، رغم أنه انتبه مؤخراً لوضعهم، وبات الرجل يحاول تدارك الضعف لديهم، ويحمّل المسؤولية في ذلك لضعف العملية التعليمية في منطقته.
يقول أحمد الصالح (40عاماً)، من سكان قرية الطار 12كم غربي دير الزور، شرقي سوريا، إن التعليم “غير جيد”، ويشهد واقعاً متردياً في منطقته.
وتشهد العملية التعليمية “واقعاً متردياً”، نتيجة ضعف الكادر التدريسي، وقلة الوسائل المساعدة، وكثرة العطل، لا سيما خلال الفصل الثاني.
يقول “الصالح”، الذي يملك محلاً تجارياً في القرية (ميني ماركت)، ولديه 6 أطفال، اثنان منهم في المدرسة، إن أطفاله لا يجيدون القراءة والكتابة.
ويضيف، أن مستوى التعليم المتدني يدفع بذوي الطلبة لإرسالهم إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية، ويطالب بتحسينه ودعمه بشكل أفضل.
وبين الحين والآخر تشهد مناطق دير الزور احتجاجات ضد العملية التعليم، اعتراضاً على المنهاج، بالإضافة لاحتجاجات ينفذها المعلمون بسبب تدني الرواتب.
ويتقاضى المعلمين في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، 520 ألف ليرة سورية.
وفي التاسع والعشرين من نيسان/ أبريل الفائت، مددت هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية دوام المدارس لنهاية أيار/ مايو الجاري، تعويضاً للفاقد التعليمي بسبب كثرة العطل الرسمية.
وتتفق نور المحيميد (35عاماً)، وهي من سكان قرية محيميدة 11كم غربي دير الزور، مع سابقها، في حاجة قطاع التعليم إلى الدعم للنهوض بالعملية التعليمية في المنطقة.
تقول المرأة، إن قطاع التعليم في دير الزور، بحاجة لوسائل مساعدة لشرح الحصص، وبناء مدارس جديدة، بعد تدمير غالبيتها، في معارك طرد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
وتتخوف “المحيميد”، على أطفالها الثلاثة الذين يدامون في إحدى المدارس، من الحوادث، خاصة مع عدم وجود “سور”، وتفتقر غالبية المدارس في دير الزور للأسوار، التي تحمي الطلبة، وتمنعهم من التسرب.
ويواجه أطفال دير الزور خطر الأمية وترك التعليم، في ظل ضعفه في الوقت الحالي وحرمانه في سنوات سابقة من ارتياد المدارس من قبل تنظيم “داعش”، والذي حصر التعليم، على شريعته، وأهمل المواد الأخرى، من علوم ورياضيات وفلسفة وغيرها.
وتبدي روضة السالم، وهي معلمة من سكان قرية حمّار الكسرة 22كم غربي دير الزور، نوعاً من الرضا في التعليم في الوقت الحالي مقارنة بالمستوى الذي وصل إليه إبان سيطرة تنظيم “داعش”، وعدد المدارس التي دمرها.
لكنها تقرّ بوجود ضعف في العملية التعليمية، وتعيد السبب لعدم وجود الخبرات التدريسية في المنطقة، بالإضافة لقلة المدارس التي افتتحتها لجنة التربية والتعليم في دير الزور.
وتعاني المدارس في دير الزور من قلة اللوازم الدراسية، من مقاعد وسبورات وغيرها، كذلك عدم وجود وسائل تعليمية مساعدة، من مجسمات وخرائط وغيرها.
كما تفتقر المدارس إلى المرافق الصحية، والتي تحتاج لإعادة تأهيل، بالإضافة لنقص الكادر التدريسي المختص، لاسيما في المرحلة الإعدادية والثانوية.
يقول إبراهيم السعود، وهو الرئيس المشارك للجنة التربية والتعليم في دير الزور، إنه منذ تأسيس اللجنة في 2017 افتتحت 739 مدرسة، فيما يقدّر عدد الطلاب بـ 34 ألف طالب في جميع المناطق.
وأضاف أن عدد المعلمين في دير الزور 8 آلاف معلم/ة، أُعيد تأهيلهم على أساليب التعليم الحديث، من خلال المعاهد في الفترة الصيفية، وأغلبهم من حملة الشهادة الثانوية.
وتقوم لجنة التربية والتعليم، حالياً، بتقديم جميع الإمكانيات المتاحة لرفع مستوى التعليم، بالإضافة إلى تقديم التدفئة والقرطاسية، وتأمين مياه الشرب لجميع المدارس.