نازحون من إدلب يتهمون "هيئة تحرير الشام" بتمرير أجنداتها على حسابهم

الرقة – أحمد الحسن- نورث برس

 

اتّهم نازحون من مناطق الاشتباكات في إدلب، وصلوا مؤخراً إلى مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل أخرى في إدلب بـ"خداعهم" وتمرير أجنداتها على حساب أهالي إدلب.

 

ووصل عدد العوائل النازحة من إدلب إلى مناطق شمال وشرقي سوريا، منذ بدء التصعيد الأخير من قبل قوات الحكومة السورية بدعم روسي على إدلب، إلى /220/ عائلة، بحسب مكتب شؤون النازحين واللاجئين في شمال وشرقي سوريا.

 

وقال محمد حسين حصرم، نازح من جبل الزاوية في إدلب، إن هيئة تحرير الشام لم تحمهم، بل ساهمت كالحكومة السورية في تدهور أحوالهم، "جبهة النصرة والحكومة السورية وجهان لعملة واحدة".

 

ويؤكد حصرم، حسب مشاهداته، أن فصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا مع هيئة تحرير الشام تعمل على تسليم مناطق إدلب إلى قوات الحكومة السورية، بينما "يهتم الرئيس التركي بإعادة أمجاد الدولة العثمانية، هذا الشيء لمسناه ورأيناه بأعيننا".

 

وتوجه نازحون مدنيون هرباً من الاشتباكات في محافظة إدلب إلى مناطق الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا، بعد مبادرة أطلقها القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، في /27/ كانون الأول/ ديسمبر الماضي، دعا فيها إلى استقبال نازحي إدلب في مناطق الإدارة الذاتية.

 

وقال محمد عبسي، نازح من قرية "الرامي" في ريف إدلب، إن القصف المكثف من قبل قوات الحكومة السورية أجبرهم على النزوح تاركين وراءهم كل شيء، في حين فرضت "هيئة تحرير الشام" ظروفاً معيشية صعبة عليهم، وكانت "لا تهتم سوى بمصالحها"، على حد قوله.
 

وأضاف أن مدينة الرقة لم تكن الوجهة التي يحلمون بها، كونها "عانت أيضاً من ويلات الحرب"، لكنهم لم يجدوا ملجأ آخر يتجهون إليه.
 

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد نشر الأسبوع الفائت أن فصيل "الجبهة الشامية"، وهو أحد فصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيا، قد منع دخول قافلة نازحين إلى مناطق الإدارة الذاتية عبر معبر "أم جلود" غربي مدينة منبج.

 

وقال الإداري في مركز الإيواء، محمد محسن، من جهته، إن إدارة المركز تعمل على احتواء الوافدين الجدد وتأمين احتياجاتهم الأساسية، حيث توجد أكثر من /300/ عائلة، بالإضافة إلى /120/ عائلة أخرى وصلت حديثاً إلى مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا.

 

ونُقل قسم من نازحي إدلب إلى مخيم "أبو قبيع" بريف مدينة الرقة الغربي، بعد وصولهم إلى المنطقة، فيما سكن القسم الآخر في "مساكن الشرطة" في حي النهضة غربي المدينة، بحسب مركز الإيواء في الرقة.

 

واعتبرت الأمم المتحدة أن موجة النزوح التي تشهدها إدلب وريفها منذ أكثر من شهرين، هي الأسوأ منذ بدء الأزمة في سوريا عام 2011، حيث فر نحو /700/ ألف شخص من المعارك الدائرة بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة التابعة لتركيا.