ترقب يحيط بزيارة الرئيس الإيراني إلى سوريا

من المتوقع أن يسافر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا هذا الأسبوع. وستكون هذه زيارة مهمة للنظام السوري الذي بذل جهداً كبيراً من أجل التواصل مع دول المنطقة وروسيا في الأشهر الأخيرة. وبرز ذلك في الزيارات التي قام بها وزير الخارجية السوري إلى تونس ومصر والأردن ودول أخرى.

واجتمعت سوريا مع دول الخليج وروسيا في السابق، أما الآن تبدي إيران دعمها لدمشق. وتعتبر سوريا هذا الدعم أمراً مهماً وخاصة رغبتها في العودة إلى جامعة الدول العربية.  

والتقى رئيس النظام السوري بشار الأسد بالمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي في زيارة مفاجئة لإيران عام 2022. كما زار الأسد إيران في عام 2019، وهي إحدى رحلاته القليلة خارج البلاد منذ بدء حرب 2011. 

ماهي الغاية من زيارة رئيسي إلى سوريا؟ 

الغاية من زيارة الرئيس الإيراني هي محاولة إيران لإظهار كيفية قدرتها على تحويل التركيز من اليمن إلى سوريا ولبنان بعد إبرام صفقة مع السعودية في بكين. وكان وزير الخارجية الإيراني قد زار عمان ولبنان مؤخراً. وفي لبنان ذهب جنوباً إلى الحدود الإسرائيلية لتهديد إسرائيل. وفي غضون ذلك، كان الرئيس العراقي في إيران حيث هددت القيادة الإيرانية القوات الأمريكية في العراق والخليج العربي.   

وتتابع وسائل الإعلام الإقليمية الزيارة العلنية للرئيس الإيراني. وأشارت وكالة الأناضول التركية إلى أن هذه ستكون أول زيارة يقوم بها قيادي إيراني إلى الدولة العربية منذ أكثر من عقد. وقال السفير الإيراني في دمشق حسين أكبري في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إن الرئيسي سيقوم بزيارة “مهمة للغاية” إلى الدولة التي مزقتها الحرب وستستغرق يومين. وترى إيران هذه الخطوة  كـ “نقطة تحول”.

وبحسب التقارير، كان محمود أحمدي نجاد آخر رئيس إيراني يزور سوريا عندما ذهب إلى هناك عام 2010.

وتأتي الزيارة الرئاسية الإيرانية في الوقت الذي تواصل فيه إيران تصدير الأسلحة عبر العراق وسوريا إلى لبنان. وتريد إيران إخراج القوات الأمريكية من سوريا والعراق لإنشاء طريق غير متنازع عليه إلى البحر. وتستخدم إيران سوريا لتهديد إسرائيل. كما حاولت إيران إرسال دفاعات جوية وأسلحة أخرى إلى سوريا في الماضي.

وفي أوائل شهر نيسان/ أبريل، أطلقت إيران طائرة مسيرة من سوريا لتستهدف إسرائيل. كما حشدت الجماعات الفلسطينية في سوريا لاستهداف إسرائيل في الشهر نفسه. وفي الماضي قامت بدعم زمرة من الجماعات والحلفاء والميليشيات الموالية لإيران في سوريا لاستهداف إسرائيل واستهداف القوات الأمريكية في سوريا. وبحسب ما ورد فقد نفذت الجماعات الموالية لإيران ما يقارب 80 هجوماً على القوات الأمريكية في سوريا.    

وتطرح الزيارة الرئاسية الإيرانية تساؤلات حول ما إذا كان سيتم توقيع اتفاقيات ثنائية جديدة أم لا، وهل ستحاول إيران نقل المزيد من الأسلحة وما هي التداعيات الأخرى التي ستترتب على ذلك؟. وتحاول سوريا أيضاً المصالحة مع تركيا. وتدعم إيران المصالحات، لأنها تتوافق مع المصالحة الإيرانية مع المملكة العربية السعودية وكذلك العلاقات الجديدة بين البحرين وقطر ودول أخرى التي تسعى إلى حقبة دبلوماسية جديدة في المنطقة.

كتبه سيث فرانتزمان لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية وترجمته نورث برس