غرفة الأخبار – نورث برس
تستضيف العاصمة عمان الاثنين، اجتماعاً لوزراء خارجية الأردن والسعودية والعراق ومصر مع وزير الخارجية السوري، لبحث عودة دمشق إلى “المحيط العربي” بعد 12 عاماً من الصراع في سوريا.
وهذا الاجتماع الذي سيشارك في وزراء خارجية أربعة دول عربية ووزير الخارجية السوري فيصل المقداد، يعد بمثابة قمة عربية مصغرة، ولكن القضايا التي سيتم مناقشتها تركز على الوضع السوري فقط، بعيداً عن قضايا أخرى مشتعلة في بلدانٍ أخرى كالسودان وفلسطين ولبنان واليمن.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، سنان المجالي، إن الاجتماع يأتي استكمالاً للاجتماع التشاوري لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأردن والعراق ومصر، الذي استضافته السعودية في جدة يوم 14 نيسان/ أيار.
وأكدت دمشق مشاركتها في الاجتماع وسيخصص لاستعادة عضويتها في جامعة الدول العربية حسبما ذكرت وزارة الخارجية والمغتربين.
وكان قد تم إنشاء هيئة رباعية في السعودية نتيجة مشاورات الدول أعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربي وكذلك مصر والأردن والعراق، والتي جرت في 14 نيسان/ أبريل الفائت في جدة، وخصصت لعودة العلاقات مع دمشق.
لكن الاجتماع آنذاك، لم يخرج بنتيجة مباشرة بل ركز على قضايا تعيق عودة دمشق، وهي قضية المخدرات العابرة للحدود (الكبتاغون) والتواجد الأجنبي، وغيرها من المسائل التي يبدو على دمشق تنفيذها لتلاقي قبولاً عربياً.
وبعد الزلزال المدمر في 6 شباط/ فبراير الماضي الذي ضرب سوريا وتركيا، بدت الأرضية مهيّأة للتقارب من دمشق، حيث فتحت معظم الدول العربية اتصالات مع دمشق وقدمت مساعدات إنسانية فعالة إلى سوريا.
وجاء التواصل بالرغم من رفض الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة للتطبيع مع “نظام الأسد” أو حتى إعادة الإعمار قبل أن يشهد البلد حلاً وتسوية سياسيتين.
وكانت الاتفاقية السعودية الإيرانية برعاية الصين بمثابة فسحة كبيرة لدمشق منحتها الثقة أكثر بأن تعود إلى محيطها الخارجية بعد 12 سنة من الحرب والدمار.
وتم تعليق عضوية دمشق في جامعة الدول العربية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2011 في ذروة أزمة داخلية تصاعدت إلى نزاع مسلح.
وفيما يبدو أن دولاً مثل تونس وسلطنة عمان ومصر والسعودية والإمارات والعراق والأردن أصبحت أو كانت مستعدة لفتح العلاقات مع دمشق بغض النظر عن الشروط التي المفورضة على الأخيرة، ثمة أخرى مثل قطر والكويت تعترض عودة سوريا إلى المحيط العربي.
وأمس الأحد، أعلنت وزارة الخارجية العراقية، أن “العراق يجدد موقفه الثابت من إعادة سوريّا لمقعدها في الجامعة العربية وفق حل سياسي يعزز أمنها واستقرارها”.
في موازاة ذلك، تعمل أنقرة ودمشق منذ خريف العام الفائت على إعادة العلاقات إلى طبيعتها.
بينما لازالت الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أوبية تفرض عقوبات واسعة على دمشق المتهمة بارتكاب مجازر ضد شعبها وتعنيفهم مستخدمةَ كل أنواع الأسلحة بما في ذلك المحظورة دولياً.