مدير آثار إدلب: متحف المعرة تعرّض للتخريب والسرقة والمختصون يقيّمون الأضرار
إدلب – نورث برس
تعرضت أجزاء من متحف معرة النعمان للتخريب، بالإضافة إلى تعرض بعض محتوياته للسرقة، خلال سنوات الحرب في سوريا، خصوصاً بعد سيطرة فصائل المعارضة المسلحة على المدينة عام 2012، ويعمل قسم الهندسة في المتحف حالياً وبمساعدة مختصين في مجال الآثار على تقييم حجم الأضرار بعد أن سيطرت القوات الحكومية على المدينة نهاية الشهر الفائت.
أضرار جسيمة
بحسب تقييم مدير المتاحف والآثار في إدلب، غازي علولو، فإن الباب الشرقي للمتحف تعرض خلال السنوات الماضية لتصدعات إلى جانب انهيار كامل لأربعة أسواق، بالإضافة إلى تصدع الجدار الشرقي للقبة الكروية وسط البهو أو ما يعرف بـ"المصلى" ما أدى لانهياره بالكامل، كما تصدّع سقف التكية".
وقال علولو، في حديث لـ"نورث برس"، إن الرواق الشمالي للمتحف ناله النصيب الأكبر من التخريب، "وهناك فتحات في السقف نتيجة سقوط قذائف هاون على مبنى المتحف، كما تم تكسير تمثال الشاعر أبو علاء المعري من قبل فصائل المعارضة".
وكانت منظمة اليونسكو قد أدانت، في أيار/مايو 2016، تعرّض متحف معرة النعمان للمرّة الثانية لغارة جويّة أصابت أحد جدران المتحف مما أدى إلى انهياره، بالإضافة إلى أضرار جسيمة بسقف مبنى الحمام وقبته الرئيسة.
واتهمت وسائل إعلام تديرها المعارضة السورية المسلحة، الحكومة السورية بتحويل المتحف إلى ثكنة عسكرية بعد اندلاع الحرب في سوريا وقبيل سيطرة فصائل المعارضة على معرة النعمان عام 2012.
وتحدث مدير المتاحف والآثار في إدلب عن قطع أثرية تعرضت للسرقة، وهي مجموعة من القطع الزجاجية صغيرة الحجم، بالإضافة إلى صندوق حديدي كان يضم مجموعة من المسكوكات الفضية والذهبية، تمت سرقتها من غرفة أمين المتحف.
وقال إن مختصين في مجال الآثار ومهندسين، من قسم الهندسة في المتحف، يعملون على تقييم نسبة الأضرار التي لحقت بالمتحف.
شهرة عالمية
يتمتع متحف معرة النعمان بشهرة عالمية لتخصصه في حماية وحفظ الفسيفساء، ويطلق عليه مختصون لقب "متحف الفسيفساء"، لاحتوائه على أكثر من ألفي متر مربع من الفسيفساء، منها أرضيات لكنائس قديمة.
ويقع المتحف وسط شارع "أبي العلاء" في المدينة، ويجاوره من الجنوب "خان أسعد باشا العظم"، ويعد من أهم الأوابد الأثرية في مدينة معرة النعمان، ويعود تاريخه إلى سنة 974 هـ/ 1595 ميلادية.
ويقول مختصون في مجال الآثار إن الغاية من إنشائه حينها كانت لاستخدامه كمحطة استراحة على طريق قوافل الحج القادمة من حلب باتجاه دمشق، وكان عبارة عن فندق وتكية لإطعام المسافرين وأبناء السبيل، ويعرف المتحف أيضاً بـ"خان مراد باشا".
مدنيون ينقذون بعض المقتنيات
على الرغم من خسارة المتحف للكثير من القطع وما تعرض له من تدمير، إلا أن القطع الأثرية الصغيرة الحجم من فخاريات وزجاجيات وحجرية، والتي كانت معروضة ضمن خزائن المتحف، ظلت "محفوظة بمستودع تحت الأرض ومحافظة على حالتها السليمة، وقد تم نقلها إلى مدينة حماة".
وقال مدير المتاحف والآثار في إدلب، غازي علولو، لـ"نورث برس"، إن الأهالي في معرة النعمان قاموا بحماية قسم من آثار ولوحات المتحف من التخريب، ونقلها إلى مدينة حماة قبيل سيطرة فصائل المعارضة المسلحة على المتحف.
وكانت المديرية العامة للآثار والمتاحف قد أكدت، في تقريرها الصادر في حزيران/ يوليو 2013 حول واقع الآثار السورية، أن "جميع قاعات متحف المعرة سليمة ومقتنياته مؤمنة، بفضل التواصل مع أبناء المجتمع المحلي، في حين لحقت بعض الأضرار بالمبنى نتيجة الاشتباكات".
وأعلن مدير متاحف سوريا، نظير عوض، الأسبوع الجاري، عن استعادة نحو ألفي قطعة أثرية في معرة النعمان، كانت مخبأة في ممرات تحت الأرض، لم تتضرر منها سوى قطعتين فقط من الفسيفساء، بحسب ما نشرت وكالة رويترز.
وتضع اتفاقية لاهاي (1954)، المعتمدة من قبل الأمم المتحدة، قواعد لحماية السلع الثقافية أثناء النزاعات المسلحة، إلا أن مجموعات منظّمة نهبت المتاحف والمواقع الأثريّة في سوريا بهدف الإتجار غير الشرعي بقطعها النادرة، بحسب ما وثقت منظمة اليونسكو.