غرفة الأخبار – نورث برس
قال المحلل السياسي والباحث في الشأن الإيراني مصطفى النعيمي، إن السبب الرئيسي للقصف الإسرائيلي الأخير، على سوريا، يأتي في سياق استهداف شحنات الأسلحة النوعية القادمة إلى “حزب الله” اللبناني والفصائل الإيرانية المرتبطة به في محيط منطقة الضبعة بالتحديد.
وفجر أمس السبت، نفذت إسرائيلي، غارات جوية استهدفت نقاطاً عسكرية ومستودعين للذخائر تتبع للفصائل الإيرانية في مطار الضبعة بريف حمص وسط سوريا.
وقالت وسائل إعلام، إن الاستهداف أسفر عن اندلاع حرائق ضخمة داخل مستودع الذخائر، بالتزامن مع وقوع انفجارات بين الفينة والأخرى ناجمة عن انفجار ذخائر داخل المستودع، موضحةً أن هناك عدداً من القتلى والجرحى ضمن المواقع المستهدفة.
وفي الثاني من نيسان/ أبريل الجاري، قام سلاح الجو الإسرائيلي باستهداف مخزن للأسلحة تابع لـ”حزب الله” بعدة غارات جوية في منطقة مطار الضبعة العسكري.
وأضاف النعيمي، لنورث برس، أن هناك متغيراً جديداً بالنسبة لإسرائيل، وهو “استهداف سيارات الشحن المخصصة لنقل الأسلحة، وبالتالي نستخلص من ذلك بأن إسرائيل باتت تمنع تحريك الأسلحة المتواجدة لدى الميليشيات وليس فقط الأسلحة القادمة من طرق الشحن الثلاث الجوية والبحرية والبرية”.
وذكر أن “مجمل الاستهدافات الإسرائيلية تندرج ضمن إطار هدف استراتيجي أميركي-إسرائيلي لاستهداف فائض القوة الإيرانية في سوريا”.
وبين الباحث في الشأن الإيراني، أنه “من غير الدقيق ما يذهب له العديد من المحللين ويربطون القصف الإسرائيل بالزيارات التي سيجريها الرئيس الإيراني إلى سوريا وزيارة وزير الخارجية الإيراني إلى لبنان وإجرائه جولة مع كبار المسؤولين في حزب الله وتفقده لمنطقة مارون الرأس جنوب لبنان بالقرب من الحدود الإسرائيلية”.
ولكن النعيمي لا يستبعد أن تكون زيارة الرئيس الإيراني لها “مؤشر خطير” بالنسبة للجانب الإسرائيلي، “لكنها ليست حاسمة تجاه توجيه الضربة من عدمها، نظراً لأن الضربات تستهدف شخصيات وقيادات للميليشيات الإيرانية “فيلق القدس والحرس الثوري” ولم تتوسع نطاق الاشتباك لاستهداف شخصيات وقيادات إيرانية”.
وذكر أن “الضربات الإسرائيلية تبنى على جمع كم هائل من البيانات الجوية والمعلومات الأرضية التي يتم استثمار جهود عملاء ميدانيين لرصد كامل التحركات الإيرانية في الجغرافية السورية”.
وقال: “إسرائيل اليوم باتت تركز جهودها لمنع تسريب تكنولوجيا التوجيه الدقيق للصواريخ التي يستخدمها حزب الله اللبناني وبالتالي الجهود الأميركية والإسرائيلية الرامية إلى منع التموضع الإيراني في سوريا”.
ويرى المحلل السياسي بأن كثافة الغارات الإسرائيلية وتحديداً في هذا الشهر يبنى على تقاطع كم هائل من المعلومات الميدانية وطائرات الاستطلاع واستغلال إيران للجسور الجوية الإنسانية لمواجهة كارثة الزلزال وإرسال تكنولوجيا الأسلحة الدقيقة ووصول المسيرات الإيرانية إلى سوريا.
وأضاف النعيمي، أن طابع الردود الإسرائيلية “شديد الحد” وخاصة في العام الجاري، وذلك بعد الرسائل والتحذيرات المستمرة للحكومة السورية بضرورة إبعاد إيران عن قطاعاته العسكرية في المنطقة الجنوبية.
وقال: “الميليشيات المرتبطة بإيران لم تتوانَ للحظة واحدة في إجراء مزيد من عمليات التضليل والخداع للوصول إلى التموضع في نقاط عسكرية متقدمة بالقرب من المنطقة الجنوبية وتحديداً المطلة على منطقة الجولان وبالتالي الردود الإسرائيلية باتت تأخذ منحى تصاعدي”.
ولا يعتقد النعيمي أن الضربات الإسرائيلية “ستردع إيران” فهي ماضية في مشروعها بـ”التعزيز العسكري المتدرج وخاصة في مناطق نفوذها الحيوية”، حسب وصفه.