سوريون في السودان.. السفارة تخلت عنهم وكل ليلة تكلفهم ١٠٠ دولار
أربيل- نورث برس
قال سوري عالق في منطقة بور سودان شمالي البلاد، إن السفارة أعلنت جهاراً أنها لا تستطيع فعل شيء لهم، فيما تحدث عن صعوبة الأوضاع ، حيث يكلفهم مبيت الليلة الواحدة في منطقة التجمع نحو 100 دولار.
ويستمر السوريون العالقون في السودان، بإرسال نداءات استغاثة، العديد منها أطلقت عبر نورث برس، بغية إيصال أصواتهم ونقل معاناتهم في ظل المعارك التي لا زالت محتدمة منذ 15 نيسان/أبريل الجاري.
وقال مصدر في منطقة بورد سودان، وهو سوري وشاهد على “المعاناة”، على حد وصفه، إن “الوضع لم يعد يحتمل”، داعياً المجتمع الدولي لمد يد العون لهم كونهم منسيين من قبل حكومة بلادهم على خلاف حكومات الدول الأخرى.
وأدت المعارك الدامية في السودان بين الجيش وقوات الردع السريع، عن مقتل نحو 500 شخص على الأقل وجرح الآلاف، بينما من المتوقع أن يكون عدد الضحايا أكثر من ذلك بكثير نتيجة القتال المستمر.
وبلغ عدد الضحايا السوريين ما لايقل عن 15 شخصاً، معظمهم لجأوا إلى السودان خلال السنوات العشر الفائتة، بحثاً عن مصدر للرزق في ظل تفاقم الظروف المعيشية بسوريا.
ومنذ احتدام المعارك، يتجمع مئات السوريين، من بين آلاف الأشخاص من جنسيات آخرى، في منطقة بور سودان وهي مدينة ساحلية تقع شمال شرقي البلاد على الساحل الغربي للبحر الأحمر، منتظرين اجلائهم من البلد.
لكن على خلاف الحكومات الأخرى، تنهال الاتهامات على دمشق وسفارتها لدى الخرطوم بسبب تقاعسها في ملف إجلاء رعاياها.
وقال المصدر لنورث برس: “أعدادنا بالمئات، نقف ساعات طويلة تحت الشمس الحارقة في البلد، نتوجه هنا وهناك بحثاً عن مخرج. كنا نعتقد أن السفارة السورية بإمكانها فعل شيء لكن تبين إنها تخلت عنا”.
وأضاف أن “البقاء في بور سودان حتى لو كانت منطقة بعيدة عن مدن الصراع نسبياً، لكن المبيت ليلة واحدة هنا يكلفنا 100 دولار، والكثير منا لا يستطيع دفع أجور الفنادق والمنازل.”
والجمعة الفائت، قال سوري عالق في منطقة بور سودان، لنورث برس، إن “موظفين في السفارة يقومون بأخذ رشاوي مالية من السورين مقابل إخراجهم”.
وفي ظل الأوضاع التي يصفها السوريون العالقون بالمأساوية، يناشد العديد من السوريين السعودية باعتبارها توافق على إجلاء السوري إليها مؤقتاً ممن لديهم صلة قرابة من الدرجة الأولى في البلد الخليجي.
لكن هذه الخطوة أيضاً تلفُّها المحسبوبيات ولم تلبِّ الرياض طلبهم بالإجلاء رغم إبراز أوراق تثبت أن لهم أقارب، حسب ما أكد بعضهم.
وتظاهر العشرات من السوريين العالقين في منطقة بور سودان الجمعة الفائت، احتجاجاً على تقاعس القائمين بأعمال السفارة السورية لدى السودان، وسوء تعاملهم مع الرعايا السوريين في الأزمة الحالية.
والأربعاء الماضي، اكتفت الحكومة السورية بشكر الدول التي ساهمت في إجلاء بعض الرعايا السوريين المتواجدين في السودان من خلال بيان لوزارة خارجيتها.