“محكومون بالدولار والحكومة عاجزة”.. ارتفاع الأسعار في شمال شرقي سوريا يثير ردة فعل السكان

عين العرب / كوباني – محمد حبش – NPA

 

تراجعت قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي خلال الشهرين الماضيين مما أثر على كافة مناحي الحياة في أرجاء سوريا ومن ضمنها شمال شرقي سوريا، الذي يستورد معظم موارده الرئيسية من دول الجوار بالعملة الصعبة.

 

جمودٌ في السوق

 

يعاني أهالي شمال شرقي سوريا من صعوبات في تأمين المواد الأساسية بسبب ارتفاع أسعارها مقارنة بالدخل الثابت للفرد حيث وصل سعر الصرف مقابل الدولار الواحد لنحو /850/ ليرة سورية، حيث أن معظم هذه المواد تشترى بالعملة الصعبة وتباع بالعملة المحلية (السورية).

 

تقول صباح محمد وهي مواطنة من مدينة كوباني لـ "نورث برس" إن حركة السوق تقلّصت بعد ارتفاع قيمة الدولار، متسائلةً: "كيف للفقير أن يؤمن قوت يومه؟".

 

أما مظلوم جودي وهو صاحب محل بيع أحذية في كوباني يشير إلى أن تراجع قيمة الليرة السورية مقابل الدولار، أدى لجمود في حركة السوق حيث ازدادت قيمة البضائع ضعف قيمتها السابقة.

 

وأضاف أن "تكاليف شحن البضائع أيضاً زادت بسبب ارتفاع الدولار، وهذا ما جعل الوضع صعباً ليس على الناس فقط، بل على التجار أيضاً".

 

ومن جانبه قال بلند حنيفي إنه "عندما تكون أسعار الصرف مستقرة نقوم بتخزين المواد في المستودعات وهذه المواد كانت تؤمن حاجتنا لمدة ثلاث أشهر، أما حاليا نستورد بكميات قليلة ولا نخزنها في المستودعات خوفاً من انخفاض أسعار الصرف مجدداً".

 

رسوم جمركية إضافية

 

تستهلك مناطق شمال شرقي سوريا المواد والمنتجات الغذائية من مناطق سيطرة الحكومة السورية وإقليم كردستان العراق عبر معابر تديرها الإدارة الذاتية لتأمين حاجات المنطقة.

 

ويعتقد خليل كالو وهو صاحب محل خضار أنه "بالإضافة لارتفاع قيمة الدولار، "فرضت الإدارة الذاتية الرسوم الجمركية على الواردات مما أدى إلى ارتفاع قيمتها على كاهل المواطن".

 

وتعتمد الإدارة الذاتية في تعاملاتها بالعملة السورية التي تفرض عليها القيام بإجراءات اقتصادية أخرى، لتعويض الانخفاض في إيراداتها المقيّمة بالدولار الأمريكي.

 

وانخفضت إيرادات الإدارة الذاتية بعد إعادة تمركز القوات الأمريكية في المناطق الشرقية النفطية والهجوم التركي على المنطقة وقطعها طريق التجارة /M4/ في منطقة العالية غربي مدينة تل تمر، وكذلك انسحاب المنظمات الدولية العاملة من معظم مناطق شمال شرقي سوريا.

 

"محكومون بالدولار والحكومة عاجزة"

 

ويشير دلشاد كيكو صاحب محل صرافة في كوباني أن ارتفاع قيمة الدولار له علاقة بالتطورات التي تشهدها المنطقة قائلا: "نحن محكومون بالدولار ومحاصرون بالكامل، هناك ضغوطات اقتصادية  دولية مفروضة علينا". مضيفاً أن الحكومة السورية عاجزة عن مواجهة الضغوطات الاقتصادية المفروضة عليها.