بعد تقاعس دمشق.. سوريون عالقون في السودان يعقدون الآمال على مصر

دمشق – نورث برس

ناشدت سيدة سورية باسم عدد كبير من أبناء بلدها الذين تقطعت بهم السبل في السودان، كل من يسمع صوتها عبر وكالة نورث برس، بتقديم المساعدة في إيجاد مخرج من وسط المعارك الدموية والتي راح ضحيتها حتى اللحظة ما لا يقل عن 10 أشخاص سوريين.

وعلى خلاف الدول التي سارعت باخراج  رعاياها ودبلوماسييها من البلد العربي – الأفريقي والذي يشهد اقتتالاً منذ 15 نيسان/ أبريل الجاري، قال سوريون متواجدون الآن في السودان إنهم يبحثون عن أي وسيلة تنقذهم من الوضع الحالي في ظل تقاعس السلطات السورية.

وقالت السيدة السورية “عليا العلي” في اتصال خاص مع نورث برس، إنها وعشرات العائلات خرجت من العاصمة الخرطوم قبل نحو أسبوع، أي بعد ثلاثة أيام من اندلاع المعارك بين قوات الدعم السريع والجيش السودانين.

والعلي كانت مقيمة في الخرطوم منذ حوالي ستة أعوام، وحالياً تتجه نحو الحدود المصرية بناء على معلومات واتصالات يجريها أبناء الجالية السورية فيما بينهم على أمل أن تساعدهم حكومة القاهرة في الخروج من “المأزق”.

ووصفت العلي فظاعة المشهد في البلد حيث يعيش فيه عدد الآلاف من السوريين هناك كأيدي عاملة وأصحاب مشاريع بين صغيرة وكبيرة، وقالت: “نبحث عن أي منفذ أمل، نتواصل مع بعضنا البعض كأفراد الجالية السورية وسط صعوبة توفر شبكات المحمول والإنترنت”.

وأعربت العلي عن سخطها بالقول: “الدول جميعها قامت بعمليات إجلاء لرعاياها إلا نحن السوريون (..) لا أحد يتبنى شؤوننا حتى اللحظة”.

ووجهت العلي مناشدتها  إلى الحكومة المصرية، مشددةً على أن كل الآمال معقودة على القاهرة.

وكثفت دول عربية وغربية منذ أمس الأحد عمليات إجلاء رعاياها من السودان، حيث دخل القتال الدامي يومه الحادي عشر بين قوات الجيش و”الدعم السريع”، خلف حتى الآن ما يربو إلى 430  شخص بحسب حصيلة أممية.

وفيما تشير تقارير إعلامية أن عدد الضحايا السوريين الذين فقدوا حياتهم في نيران الصراع بلغ عشرة أشخاص، تقول العلي ربما يكون العدد أكبر من ذلك، وليس لديها حصيلة دقيقة في هذا الشأن.

وفرّ العديد من الأجانب بعضهم بقرارات وسبل شخصية وآخرون بعمليات إجلاء وفرتها حكومات بلادهم،  بينما لازال ملايين الأشخاص محصورين داخل منازلهم في وضع مزري بلا ماء وكهرباء.

وقالت العلي إن ثمة أعداد هائلة من السودانين، وليس السوريين فحسب، يحاولون النجاة من الوضع الحالي، علماً أن الكثير من الناس تركت أموالهم وممتلكاتهم وخرجوا مع هوياتهم  وجوازات سفرهم والثياب التي يرتدوها فقط، على حد تعبيرها.

وحاولت الجالية السورية استغلال فترات الهدنة الهشة للفرار وبالفعل تمكن العدد الأكبر من الخروج من منازلهم، بينما لازال آخرون عالقين في بؤر المعارك.

وفشلت سلسلة مبادرات لوقف إطلاق النار، وتبادلت الاتهامات بخرقها، بين كل من القوات الموالية لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه الذي تحول إلى خصمه، محمد حمدان دقلو، والذي يقود قوات “الدعم السريع”.

والقوتان كانتا حليفتان عند الإطاحة بنظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير في نيسان/ أبريل 2019 بعد احتجاجات شعبية حاشدة.

كما استولى الجنرالان على السلطة في انقلاب ضد مساعي بناء حكومة مدنية عام 2021 ، لكنهما اختلفا لاحقاً في صراع مرير على السلطة، تركز مؤخراً على الاندماج المخطط لقوات الدعم السريع في الجيش النظامي.

وقالت العلي إن أعداد السوريين كبيرة في السودان، ومعظمهم بحاجة إلى عمليات انقاذ، رغم أن أغلب السوريين كانوا في البداية يتحملون الوضع إلى حد ما، لكن ليس بعد أن اتجهت الأزمة إلى مستوى أسوء.

إعداد وتحرير: هوزان زبير