الأمطار الأخيرة أغاثت القمح والشعير… وأثرت على الفول والبازيلاء والحمضيات
اللاذقية ـ نورث برس
وصف الكثير من المزارعين في الساحل السوري، “رية نيسان” كما درجت تسميتها بـ”المنقذ الزراعي” للمحاصيل الصيفية وكذلك القمح والشعير البعل.
رغم أن موجة الأمطار التي سبقت ترافقت بأعاصير وسيول نتج عنها أضرار كثيرة في البيوت البلاستيكية في الساحل، وتساقط أزهار الأشجار المثمرة، حسب بعض أصحاب الحقول والبيوت الساحلية في جبلة.
كافة المحافظات
كان معدل الهطل السنوي لهذا العام، أقل من السنوات السابقة بنسبة قاربت النصف قبل الهطولات الأخيرة، الأمر الذي دفع القائمين على الزراعة إلى دق ناقوس الخطر على المحاصيل الصيفية خاصة غير المقاومة منها للجفاف.
وبعد أمطار شهري آذار/ مارس ونيسان/ أبريل، مؤخراً، قال مدير في وزارة الزراعة في الحكومة السورية، زين الدين صبيح (اسم مستعار)، لنورث برس، إن “الأمطار كانت عامة، شهدتها معظم المحافظات، وأنها أنقذت المحاصيل الزراعية، ووفرت تكاليف الري للقمح، وأحيت القمح والشعير البعل، وحسنت من نموهما، وزادت الكميات المتوقعة من الإنتاج بنسبة قد لا تقل عن 40% عن الكميات المتوقعة في بعض المحافظات”.
يضاف لذلك تأثيرها الجيد على محصول البطاطا ومختلف البقوليات. ولفت إلى أنه لم يكن لها أي تأثيرات سلبية على المحاصيل الزراعية عموماً.
إدارة مختلفة
في حين قال اقتصادي زراعي لنورث برس، إن مشكلة القمح والشعير ليست في المطر، “وهذا المطر الذي نزل في نيسان يحتاج الكثير من الإجراءات الحكومية لنخرج بمحصول قمح جيد، وطالب الزراعة في البحث عن المشاكل الحقيقية التي تواجه زراعة القمح، ويمكن عندها تحقيق إنتاج أفضل حتى لو لم تمطر نهائياً”.
وإذا كانت الهطولات الأخيرة حققت الكثير من الإيجابيات للزراعة والمزارعين دون أضرار، فإن الوضع مع الأمطار التي سبقت كان مختلف، إذ تعرضت الكثير من مناطق جبلة لتنين بحري قبل الأمطار الأخيرة، تسبب بضحايا بشرية وأضرار مادية كبيرة.
إذ توفيت سيدة من قرية الشراشير في جبلة أثناء عملها في الأرض، وكان من القرى المتضررة أيضاً كل من بخضرمو، القبيسة وغيرها.
وأشارت تصريحات وزارة الزراعة، إلى أن عدد البيوت البلاستيكية التي تضررت حتى الآن 20 بيتاً بلاستيكياً، معظمها غير مؤمنة ضد المخاطر.
وأشار مصدر في وزارة الزراعة، إلى أن أضرار الأمطار الأخيرة “لم يتم إحصاؤها بشكل كامل، وأن هنالك لجاناً تقوم بذلك وتحصي أضرار المحاصيل التي تعرضت للطمر والسيول، خاصة في بعض المحافظات مثل دير الزور والحسكة والريف الشرقي من حمص، وكذلك الريف الشرقي في حماة وفي حلب بسبب تساقط البرد”.
تساقطت الأزهار
وعن آثار الأمطار التي ترافقت بعواصف على المناطق الساحلية، قال المهندس الزراعي علي صالح، لنورث برس، إن الطقس تسبب بالكثير من الأضرار هذا العام، خاصة العاصفة الهوائية التي تسببت بتساقط الأزهار للأشجار المثمرة، وهذا قد يقلل من الكميات المعروضة من الفاكهة خاصة الحمضيات واللوزيات.
في حين وصف خبير تنموي، أمطار نيسان بـ”المغيثة”، خاصة للقمح في مرحلة الأزهار والتشكل.
وقال لنورث برس، إن المحاصيل تعرضت للإجهاد بسبب العواصف الهوائية التي حصلت، وهنالك مواسم لن تستفيد كما يجب مثل البازيلاء والفول بسبب سقوط أزهارها ولن يكون هنالك موسم، لكن القمح استفاد.
وأضاف التنموي، أن هنالك خشية من ظهور فطريات مع زيادة الرطوبة وارتفاع درجات الحرارة.