أجانب يفرون والسكان خائفون .. عشرة أيام من القتال في السودان
دمشق- نورث برس
كثفت دول عربية وغربية منذ أمس الأحد عمليات إجلاء رعاياها من السودان، حيث دخل القتال الدامي يومه العاشر بين قوات الجيش و”الدعم السريع”.
وفي حين لا ينقطع أزيز الرصاص في أنحاء العاصمة الخرطوم وغطى الدخان سماء المدينة، فر العديد من الأجانب بعضهم بقرارات وسبل شخصية وأخرون بعمليات إجلاء وفرتها حكومات بلادهم، بينما لازال ملايين السكان الخائفين محصورين داخل منازلهم في وضع مزري بلا ماء وكهرباء.
ويخوض الجيش والقوات شبه العسكرية “الدعم السريع” معارك شرسة في الشوارع منذ 15 نيسان/ أبريل، تاركين وراءهم دبابات متفحمة ومباني مدمرة ومتاجر تعرضت للنهب والحرق، في أنحاء العاصمة التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة.
وقُتل أكثر من 420 شخصًا وأصيب الآلاف، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة، وسط مخاوف من اضطرابات أوسع وكارثة إنسانية في واحدة من أفقر دول العالم.
وكانت الولايات المتحدة قد نفذت في وقت مبكر من الأحد مهمة إنقاذ لنحو 100 من موظفي السفارة وأقاربهم، وانقضت بطائرات هليكوبتر لنقلهم إلى قاعدة عسكرية في جيبوتي.
وندد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالعنف قائلا إنه “غير معقول ويجب أن يتوقف”.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن القوات البريطانية أجلت أيضا دبلوماسيين وعائلاتهم “وسط تصعيد كبير في أعمال العنف وتهديدات لموظفي السفارة”.
وفي غضون ذلك، أعلنت ألمانيا وفرنسا الأحد أنهما بدأتا في إجلاء رعاياهما ورعايا دول أخرى.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن طائرة فرنسية تقل نحو 100 شخص من جنسيات متعددة “هبطت في جيبوتي” ، فيما من المتوقع أن تغادر رحلة ثانية قوامها 100 شخص آخر مساء الأحد.
وأعلنت الدانمارك إجلاء 15 من رعاياها في السودان ضمن عمليات نفذتها فرنسا.
وشوهدت قوافل طويلة من مركبات وحافلات الأمم المتحدة وهي تغادر الخرطوم متوجهة شرقاً إلى بورتسودان على البحر الأحمر، وعلى متنها “مواطنين من جنسيات مختلفة”، حسيما أفادت تقارير دولية.
وتقوم مصر والسعودية والأردن ودول عربية آخرى أيضاً بتنظيم رحلات اجلاء متسارعة، لا تضم فقط مواطني بلادهم، بل على متنها رعايا دول آخرى من بينهم فلسطينيين وسوريين.
وأمس الأحد، غادرت أربعة طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني من مطار بورتسودان الدولي في السودان تحمل على متنها 336 مواطناً من أبناء الجالية الأردنية ورعايا من فلسطين والعراق وسوريا وألمانيا.
واندلع القتال في 15 نيسان / أبريل بين القوات الموالية لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه الذي تحول إلى خصمه- محمد حمدان دقلو ، الذي يقود قوات “الدعم السريع”.
والقوتان كانتا حليفان عند الإطاحة بنظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير في نيسان/ أبريل 2019 بعد احتجاجات شعبية حاشدة.
كما استولى الجنرالان على السلطة في انقلاب ضد مساعي بناء حكومة مدنية عام 2021 ، لكنهما اختلفا لاحقًا في صراع مرير على السلطة، تركز مؤخرًا على الاندماج المخطط لقوات الدعم السريع في الجيش النظامي.
ورغم أنه تم الاتفاق على هدنات متعددة في الأيام الأخيرة من المعارك، لكن تم تجاهلها، وبدا الوضع يتفاقم بشكل أكبر ما دفع الدول لتكثيف جهود الإجلاء، تخللها المناشدات الدولة والأممية لوقف الصراع.
وفي أول إجلاء كبير، وصل أكثر من 150 مواطناً سعودياً ومواطناً من 12 دولة أخرى إلى السعودية عن طريق البحر يوم السبت.
وقالت السفارة التركية على تويتر إنها بدأت فجر الأحد عمليات الإنقاذ عبر الطرق البرية من مدينة ود مدني الجنوبية، لكن الجهد تأجل من موقع بالخرطوم بعد انفجارات قرب مسجد تم تحديده كمنطقة تجمع.
وقالت دول أوروبية من بينها إيطاليا وهولندا واليونان إنها تخطط لجهود إنقاذ.
وأدى تدافع الأجانب على الفرار إلى تصاعد المخاوف لدى الكثير من السودانيين حول ما سيحدث عندما يرحل الدبلوماسيون الذين يمكن أن يكونوا وسطاء محتملين.