الرقة – نورث برس
يتنقل أحمد من صيدلية لأخرى، حاملاً بيده وصفته الطبية التي اعتاد على صرفها، لكن الارتفاع الكبير في أسعار الأدوية، دفعه لاختيار السعر الأدنى بينها لاسيما أن الأسعار تختلف.
أحمد العيسى (55عاماً)، وهو من سكان بلدة الكرامة 35كم شرقي الرقة، يشكو ارتفاع وتفاوت أسعار الأدوية، وصار يدفع الكثير من المال مقابل وصفته التي يحتاجها.
ويشتكي سكان بلدة الكرامة شرقي الرقة شمالي سوريا، من ارتفاع وتفاوت أسعار الأدوية بين الصيدليات، والتي تعتبر من أكثر التحديات التي تواجه المرضى في الريف، في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يعانيها السكان.
ويحتاج “العيسى” للأدوية بشكل مستمر، لاسيما أنه مصاب بداء السكري، إذ يحتاج الدواء الأساسي لمرضه، بالإضافة لبعض أنواع الأدوية لعلاج مضاعفات ثانوية.
لكن الرجل بات يقتصر في شراءه على ما هو أساسي لحالته، بعد الارتفاع الكبير في أسعار الأدوية، إلا أن أكثر ما يؤرقه تفاوت أسعار الأدوية بين الصيدليات، وغياب الرقابة.
وتتفاوت أسعار الأدوية بين الصيدليات، في ظل غياب الرقابة الفعلية على عملهم، وغياب ثقافة الشكوى، التي لا تشجعها الاستجابة البطيئة، ويصل فرق الأسعار لبعض أنواع الأدوية إلى 10 آلاف، والحجج بالنسبة للصيادلة تتراوح بين “البديل، ونفس التركيبة”، بحسب سكان.
لذا، غاب الانتظام في تناول الأدوية عن “العيسى”، كما غابت الأدوية الثانوية، من حبوب التهاب وصداع، حيث يعجز الرجل عن شراءها.
كذلك لاحظ، عيسى العلي (30عاماً)، وهو من سكان منطقة الحمرات نحو 15كم شرقي الرقة، تفاوتاً في أسعار الأدوية، حين حاول شراء نوع حبوب التهاب، وكان الفرق بين الصيدليات “إحداها طلبته بـ 4500 ليرة، والثانية بـ 6000 ليرة”.
ويصف التلاعب بأسعار الأدوية، بـ “خطير جداً”، ويأمل أن يتم تفعيل رقابة على عمل الصيدليات، وتكثيفها.
إذ أن فوضى الأسعار تلك التي تشهده الصيدليات، يعاني منها المريض، الذي في الغالب يعاني ظروفاً اقتصادية صعبة.
ومطلع العام الجاري، أعلنت وزارة الصحة في الحكومة السورية، عن زيادة في أسعار الأدوية المحلية، تشمل 12,826 صنفاً دوائياً بنسبة يصل بعضها إلى 80 بالمئة.
وفي منتصف كانون الأول/ديسمبر الماضي، رفعت وزارة الصحة سعر نحو 20 زمرة دوائية، وسبقه في شباط/ فبراير الماضي، رفع أصناف من الأدوية بنسب تراوحت ما بين 30 إلى 40 بالمئة.
للأسباب السابقة، يذهب خليل الموسى (45عاماً)، وهو من سكان بلدة الجديدات نحو 50كم شرقي الرقة، إلى المشافي العامة والبحث عن منظمات تقدم الدواء للمرضى، ممن يعانون ذات مرض ابنه، لعدم قدرته على تأمين ثمن الأدوية والتحاليل الطبية.
ويعاني ابنه ذو الـ (17عاماً)، من مرض الكلى، ويحتاج للأدوية والعلاج بشكل دوري، إذ أنه كل أسبوع يغسل كليته مرتين، وكل ذلك يكلفه مبالغاً طائلة لذلك يضطر للاعتماد على المنظمات الإنسانية.
وكما سابقيه، يطالب الرجل بتكثيف الرقابة على الصيدليات، التي حولت الأدوية إلى سلعة تباع وفق صرف الدولار.
إلا أنه في ظل غياب الرقابة الفعلية عن الصيدليات، سيبقى محدودي الدخل يتنقلون من صيدلية لأخرى بحثاً عمَّن يبيع الدواء بالسعر الأقل، وفي ظل الارتفاع الكبير في أسعار الأدوية سيحاول المرضى الاقتصاد في المصاريف على حساب صحتهم. متى ستفعّل الرقابة؟