السودان.. الولايات المتحدة أجْلت دبلوماسييها وأخرى تقوم بالمثل في تاسع أيام العنف
دمشق- نورث برس
أجلت القوات الأميركية الأحد، موظفي سفارتها من العاصمة السودانية، فيما تخطط دول لاتخاذ خطوة مماثلة، مع استمرار القتال بين قوتي الجيش والدعم السريع لليوم التاسع.
وأمر الرئيس الأميركي جو بايدن بإجلاء موظفي السفارة الأميركية بعد تلقيه توصية، أمس السبت، من فريق الأمن القومي التابع له، في ظل عدم وجود نهاية في الأفق للقتال.
وقال بايدن في بيان اليوم: “أنا ممتن للمهارة التي لا مثيل لها لأفراد خدمتنا الذين نجحوا في نقلهم إلى بر الأمان، وأشكر جيبوتي وإثيوبيا والمملكة العربية السعودية، والتي كانت حاسمة لنجاح عمليتنا.”
وأضاف أن العنف “المأساوي” في السودان أودى بحياة مئات المدنيين(..)”إنه أمر غير معقول ويجب أن يتوقف.”
إلى ذلك قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها “علقت العمل في السفارة بسبب الوضع الأمني المتردي”.
وأشار بايدن إلى أن ” التزامنا تجاه الشعب السوداني والمستقبل الذي يريدونه لأنفسهم لا ينتهي، رغم تعليقنا العمل مؤقتا في السفارة الأميركية لدى البلد.”
وتكون عمليات إخلاء السفارات التي يقوم بها الجيش الأميركي نادرة نسبيًا وعادة ما تتم فقط في ظل ظروف قاسية.
وأسفرت الاشتباكات بين الجيش بقيادة اللواء عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقل، والتي دخلت للتو أسبوعها الثاني – عن مقتل أكثر من 400 شخص وإصابة الآلاف وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، بينما يتأقلم الناجون مع نقص الكهرباء والطعام ، فضلاً عن انقطاع الأنترنت.
وشمل العنف هجمات على قافلة دبلوماسية أميركية والعديد من الحوادث التي قتل فيها دبلوماسيون أجانب، وعمال إغاثة أو جرحوا أو تعرضوا للاعتداء.
والقوات الأميركية أجلت موظفي السفارة من العاصمة السودانية، في الوقت الذي سعت فيه دول أخرى لمساعدة مواطنيها على الهروب من القتال الدامي بين الجنرالات المتناحرين.
وقالت دول أجنبية أخرى، إنها تستعد لإجلاء محتمل لآلاف أخرى من رعاياها ، على الرغم من استمرار إغلاق مطار السودان الرئيسي.
في حين بدأت فرنسا عملية إجلاء سريع” لمواطنيها ولطاقمها الدبلوماسي، وأشارت الخارجية الفرنسية إلى أن العملية ستشمل أيضًا مواطنين أوروبيين وآخرين منحدرين من “دول شريكة حليفة”، دون أن تقدّم تفاصيل إضافية.
ولم تنجح حتى الآن محاولات وقف إطلاق نار بين القوتين المتخاصمتين.
يتم وضع المزيد من الخطط لإجلاء الأجانب ، حيث تنشر كوريا الجنوبية واليابان قوات في الدول المجاورة ، والاتحاد الأوروبي يدرس خطوة مماثلة.
بدأت هذه الحرب في البلد العربي الأفريقي، منتصف نيسان/ أبريل الجاري، ما أدى إلى قلب خطة مدعومة دوليًا لاستعادة الانتقال الديمقراطي بعد إسقاط نظام عمر البشير في عام 2019.
واعقبت فترة إسقاط البشير مرحلة بناء حكومة مدنية ديمقراطية، لكن سرعان ما أٌطيحت على يد العسكر في تشرين الأول/أكتوبر 2021 بقيادة الحليفان آنذاك، نفسهما طرفي الصراع الحالي.