تطورات السودان.. فشل الهدنة أمام القتال العنيف وارتفاع أعداد القتلى
دمشق- نورث برس
استيقظت العاصمة السودانية مرة أخرى على أصوات المدافع والرشاشات بعد ليلة من القتال العنيف بين الجيش وقوات شبه عسكرية قوية على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تحطم وحطم أمال السكان وهم يشكلون أكثر من نصف عدد ضحايا الاقتتال في يومه الخامس .
وتحطمت الهدنة التي كانت مدتها 24 ساعة، في حين كان من المتوقع أن تدخل حيز التنفيذ في الساعة السادسة من يوم أمس الثلاثاء، قبل أن تبدأ.
في الاقتتال العنيف الذي بدأ منذ يوم السبت الفائت، ألقى الجانبان – الجيش وقوات الدعم السريع – باللوم على بعضهما البعض في انهيار مشروع الهدنة أمس، وصعدا القتال بضربات جوية وقصف مدفعي ونيران كثيفة هزت المدينة.
واليوم هو الخامس على التوالي لأعمال العنف التي أودت بحياة قرابة 270 شخصاً وجرح أكثر من 2600 مصاباً ما بين جندي ومدني بحسب أرقام رسمية.
لكن يُعتقد أن العدد الفعلي للقتلى أعلى من ذلك بكثير.
وفي آخر تحديث لحصيلتها، قالت لجنة الأطباء في البلد العربي الإفريقي، إن القتال أسفر عن مقتل أكثر من 170 مدني، ما عدا الجنود المتحاربين.
ويحث كبار الدبلوماسيين الدوليين والأمميين، الطرفان على وقف القتال، ولكن دون جدوى حتى الآن.
وأدى القتال إلى قلب خطة مدعومة دوليًا لاستعادة الانتقال الديمقراطي في السودان بعد إسقاط نظام عمر البشير في عام 2019.
واعقبت فترة إسقاط البشير مرحلة بناء حكومة مدنية ديمقراطية، لكن سرعان ما أٌطيحت على يد العسكر في تشرين الأول/أكتوبر 2021 بقيادة الحليفان وطرفي الصراع الحالي، قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق محمد دقلو المعروف بـ”حميدتي”.
وتسبب المعارك بتفاقم الكارثة الإنسانية في البلد الذي يعاني أصلاً من أزمة وتعتمد بشكل كبير على المساعدات الأممية، وسط تعليق برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة عملياته بعد مقتل ثلاثة من موظفيه خلال الأيام الأولى من القتال.
والعامل المباشر وراء اندلاع الصراع بين الفريقين العسكريين هو أنه جاء على خلفية تصاعد التوترات بشأن خطة لدمج قوات الدعم السريع في الجيش النظامي.
وأدى الخلاف حول الجدول الزمني لتلك العملية إلى تأخير توقيع الاتفاق الإطاري لإطلاق انتقال مدني كان من المقرر توقيعه في وقت سابق من هذا الشهر.