غياب الجمعيات وصعوبة الظروف.. مرضى سرطان في الرقة يؤجلون جلسات علاجهم
الرقة – نورث برس
يتكبد محمود الكثير من المصاريف والتي تفوق طاقته، بعد إصابته بمرض خطير، ففي كل مرة يذهب المريض للعلاج يحتاج لملايين الليرات، عدا عن الأدوية التي يحتاجها دون أي مساعدة من قبل الجمعيات.
محمود العبدول (30عاماً) من سكان بلدة الكرامة 35كم شرقي الرقة، أُصيب بمرض السرطان منذ نحو سته أشهر، لذا يحتاج للذهاب إلى مشافي دمشق مرة كل عشرين يوم للعلاج، وفي كل مرة يدفع مبالغ تفوق قدرته.
ويتكبد مرضى السرطان الكثير من التكاليف لتلقي العلاج، لاسيما أن بعضهم يشتري الجرعات على حسابه، الأمر الذي يشكل معاناة بالنسبة لهم، لذا يضطر البعض لبيع أغراض أو أثاث من منزله حتى يُكمل علاجه، في ظل عدم وجود جمعيات تساعدهم.
يقول “العبدول”، إنه يحتاج أن يذهب إلى مشافي دمشق كل عشرين يوماً، وفي كل مرة يشتري المريض الجرعات التي يتعاطاها على حسابه الشخصي، لأنها غير متوفرة في المشافي.
ويدفع لقاء كل جرعة نحو مليوني ليرة، وبعد أن يدفع هذا المبلغ، لابد له من شراء الأدوية باهظة الثمن، والضرورية لإتمام جرعاته، على أمل الخلاص من المرض.
كل هذه المبالغ يدفعها مرضى سرطان، أو بحسب ما يُطلق عليه محلياً المرض “الخبيث”، ولا يوجد أي جمعية تساعد هؤلاء في الرقة، سوى بعض المبادرات والتي لا يتخطى دورها على تأمين حبوب التهاب.
وعلى الرغم من وجود نحو 20 مريضاً في السرطان من بلدة الكرامة وحدها، يشير “العبدول” أنه تلقى مبلغاً مالياً من إحدى الجمعيات ولمرة واحدة فقط، ونتيجة غياب الدعم والمساعدة في تكاليف العلاج، يبيع الرجل في كل مرة جزءاً من أغراض منزله.
ينشد المريض المساعدة، لا سيما أنه مقبل على إزالة كتلة المرض، إلا أنه لا يستطيع إجراء العملية لعدم توفر تكاليفها، وكذلك لا يستطيع أن يحملها لوحده، لذا يطالب بدعمه على أمل الخلاص من المرض.
وفي ذات ظروف سابقه، يذهب عبد الله الشنان (37عاماً) أسبوعياً إلى مشافي دمشق، للعلاج من مرضه الذي أصابه بفترة تقارب سابقه.
يتعالج الرجل في إحدى المشافي العامة بدمشق، لكن في كل مرة ينقصه نوع من العلاج، ويضطر لأن يشتريه على حسابه الخاص، بمبالغ باهظة تفوق قدرته.
ونتيجة صعوبة الظروف الاقتصادية التي يعاني منها سكان الرقة وريفها، بشكل عام، ومرضى السرطان على وجه التحديد، يعجز الكثير منهم عن شراء الأدوية اللازمة للعلاج.
لذا يتخطى المرضى مواعيد الجرعات المحددة، لعدم تأمين المبالغ اللازمة لشراء الجرعات والأدوية، وهنا يبرز دور الجمعيات الخيرية التي تساعد المرضى، في ظل الظروف المعيشية السيئة لغالبية السوريين.
ولا تقتصر تكاليف العلاج على شراء الأدوية، إنما يضطر المرضى ممن يذهبون للمناطق السورية الأخرى لتلقي العلاج، لتكبد تكاليفاً طائلة نتيجة الغلاء المعيشي في مناطق الداخل وارتفاع تكاليف المبيت والطعام، لاسيما أن بعض المرضى يقيم لفترات تتجاوز الشهر.
ورغم ذلك، لم يتلق “الشنان” أي مساعدة من أي جهة طيلة فترات علاجه.
ولتخفيف معاناة المرضى، أسس حسين السدحان، “جمعية الصندوق التعاوني لمرضى السرطان”، ودفعهم لذلك غياب الجمعيات التي تهتم بمصابي هذا المرض.
وتهدف الجمعية لدعم المرضى مادياً، عن طريق مبالغ مالية يتم توزيعها على عدد منهم، تخفيفاً لثمن الأدوية وتكاليف الإقامة والسفر.
وافتتح “السدحان” الجمعية بداية شهر رمضان، وتساعد في الوقت الحالي 17 مريضاً، وتقدم مبالغ مالية بحسب الدعم المقدم لها.