الأمطار الأخيرة أوقفت مشاريع زراعية بريف الحسكة وأضرَّت بمزروعات

ريف الحسكة ـ نورث برس

يحصي ريزان تمو، من سكان قرية كردو في الدرباسية، بريف الحسكة، خسائر المحاصيل التي تعرضت لها الأراضي الزراعية في قريته جراء الأمطار الغزيرة وحبات البرد التي ضربت المنطقة الأسبوع الماضي.

ويقول “تمو”، إن المحاصيل تضررت بشكل كبير في قرية كردو شمال زركان، إذ تلفت مساحة ثلاثة آلاف هكتار في القرية.

والأسبوع الماضي، تعرضت مناطق شمال شرقي سوريا، لعواصف مطرية عنيفة ألحقت أضراراً كبيرة في المزروعات، وخاصة البقوليات التي تشكل محصولاً أساسياً في تلك المناطق.

ونتيجة غزارة الأمطار التي شهدتها ناحيتي زركان (أبو راسين)، والدرباسية، لحقت الأضرار بمحاصيل القمح والشعير والفول والعدس والكمون والكزبرة والبقوليات.


وتشير لجنة الزراعة في زركان إلى أن حبات البرد تسببت في تدمير حوالي ستين ألف دونم من المحاصيل في الناحية، وتركزت الأضرار في عشرين قرية حيث كانت أكثرها تأثراً قرى (كردو – مزري – بسيس – تل حرمل – خضراوي – حليوة حسوك – تل أمير – سيحة وجوخة).

وتعمل اللجنة الزراعية في الدرباسية على تقدير المساحات المتضررة وإعداد تقرير للهيئة المعنية في شمال شرقي سوريا.

سليمان خليل من قرية التورات، أشار لنورث برس، إلى أن طبيعة تلك المناطق سهلية في الحسكة، وتعتبر مصادر توفير الغذاء للسكان.

وفي قرية التورات، كانت نسبة الضرر “كبيرة”، وأوقف على إثرها خمسة مشاريع زراعية في القرية. وكانت معظم المساحات المروية مزروعة بمحصول القمح، وكذلك المحاصيل البقولية مثل الجلبان والفول والكزبرة، ويعتمد السكان عليها كدخل أساسي للعيش.

وشدد “خليل” على ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة في أقرب فرصة لإعادة تشغيل هذه المنطقة، “التأخر في ذلك سيؤدي إلى تدهور الوضع أكثر”.

ومن القرية ذاتها، وصلت خسائر فرهاد حسين خليل، إلى 100% من محصول القمح في مساحة تقدر بـ1500 دونم.

وكذلك تضررت 2000 دونم في منطقة الرحمانية، إذ بلغت نسبة الضرر في محصول البقوليات بين 80 إلى 100 بالمئة.

وكان محصول الجلبان هو الأقل تضرراً في المنطقة بسبب العوامل الجوية، إذ وصل ارتفاع البرد إلى 30 سم ما نتج عنه تدمير المحاصيل بشكل كامل، بحسب “خليل”.

ويرى حسين إبراهيم حمو، من قرية العالية في ريف الدرباسية، أن الأمر لا يتعلق بالمحاصيل المتضررة فحسب، وإنما يتعلق بمصير العائلات التي تعتمد على هذه المحاصيل كمصدرٍ للرزق.

وتضررت مساحة 2500 دونم من الأراضي الزراعية في منطقة العالية، نتيجة الأمطار التي شهدتها المنطقة الأسبوع الماضي.

وينصح مهندسون زراعيون، المزارعين المتضررين، برش المخصبات العضوية بشكل تدريجي ومراقبة المزروعات، وذلك لإعادة نموها إذا كانت نسبة الأضرار ما دون الخمسين بالمئة، وفي حال تجاوزت هذه النسبة، ينصحون بزراعة محصول بديل أو جعله للرعي.

وتحذر الجهات الزراعية من أن هذه الأضرار ستؤثر مدى الحياة على الزراعة في تلك المناطق، حيث سيحتاج والمزارعون إلى بذل جهود كبيرة لإعادة تأهيل الأراضي وتجهيزها للزراعة.