ما هي أوراق المعارضة السورية بعد الانفتاح العربي على دمشق؟

غرفة الأخبار- نورث برس

فشلت مبادرات دول عربية وأخرى حليفة لدمشق في إعادة مقعد سوريا إلى الجامعة العربية، خلال الاجتماع التشاوري الخليجي – العربي الذي حضره 9 وزراء خارجية دول الخليج، ومصر، والأردن، والعراق في جدة السعودية.

وفي عام 2011 تم تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، وفرض عقوبات اقتصادية وسياسية ضدها.

وشدد الاجتماع العربي- الخليجي على أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية.

وجاء ذلك إثر مبادرات عربية مكثفة، شددت على ضرورة إعادة دمشق إلى “الحاضنة العربية” بعد 12 عاماً من القطيعة، تخللتها خطوات تطبيع ملموسة آخره بين السعودية وسوريا.

إلى ذلك تحدث تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، أن خمسة أعضاء على الأقل في جامعة الدول العربية، من بينهم المغرب والكويت وقطر واليمن، يرفضون حالياً عودة دمشق إلى الجامعة، إضافة إلى مصر.

وبين هذه الزحمة في الأحداث تفتش المعارضة السورية بين أوراقها للتحصيل دور في المعادلة السورية.

“وضع صعب”

يصف يحيى مكتبي عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في حديث مع نورث برس، وضع المعارضة بـ”الصعب جداً”.

وخلال الفترة الماضية، شهدت دمشق زيارات لوزراء خارجية دول عربية، كما زار الرئيس السوري بشار الأسد سلطنة عمان والإمارات.

المعارضة السورية بكافة تشكيلاتها، انتقدت الزيارات العربية لدمشق والتصريحات بضرورة عودتها للحضن العربي، في الوقت الذي التزمت الصمت حيال ما يشهده ملف التطبيع المحتمل بين أنقرة ودمشق.

 ويضيف مكتبي لنورث برس، أن “الظروف ضاغطة ومع ذلك علينا الثبات على مبادئ الثورة، وتعزيز التلاحم مع الحاضنة الشعبية، وإبقاء التواصل مع الدول وشرح وجهة نظرنا بأن نظام الأسد غير قابل للتغيير”.

ويشدد السياسي السوري المعارض على أن “رسائلنا التي نقولها إلى الدول الشقيقة والصديقة، أن ليس لدى نظام الأسد ما يقدمه للدول، سوى المزيد من شحنات المخدرات والأسلحة والعبث بأمن واستقرار الدول”.

ويرى أن إعادة “نظام الأسد” إلى الجامعة العربية، “سيعتبر كمقعد لإيران في قلب العرب. ونحن نعلم جميعاً الخطر من المشروع الإيراني العابر للحدود والقائم على تصدير الخطاب الطائفي الحاقد وعلى زعزعة أمن واستقرار دول المنطقة”.

ويتوقع مكتبي “فشل هذه الجهود الرامية إلى إعادة تعويم نظام الأسد لأنه بشكله الحالي غير قابل على الإطلاق  لتغيير سلوكه الإجرامي”.

تعطيل سياسي

تقول عضو باللجنة الدستورية السورية عن كتلة المجتمع المدني، إنه “لا يمكن الحديث عن عودة سوريا للجامعة العربية بل هي عودة لبشار الأسد، فهو يسيطر على ما يقارب نصف الأراضي السورية بدعم من حلفائه”.

وفي حال العودة للجامعة العربية، “فذلك يعتبر، بشكل بديهي، تشريعاً من الجامعة العربية للأسد ولجرائمه بحق الشعب السوري”، تضيف “مبيض” لنورث برس.

وترى أن الخطوة العربية تعني “إنهاء دور التشكيلات المعارضة التي أسستها ودعمتها هذه الدول المطبعة مع نظام الأسد. فهذه التشكيلات ليست مستقلة القرار ولا تمتلك رؤية لمستقبل سوريا أو أوراق تبقيهم ضمن المعادلة”.

وبينت مبيض أن “هذه التشكيلات المُعارضة تم تأسيسها ودعمها كأدوات لتحقق مصالح الجهات التابعة لها، لذلك تسعى عبر مقايضات سياسية تقاسم السلطة ضمن المنظومة القديمة ذاتها”.

وتضيف: “لقد ساهمت هذه التشكيلات لأجل هذا الهدف بتعطيل العمل الدستوري والسياسي الساعي للتغيير بتواطؤ مع منظومة الأسد”.

وحمَّلت مبيض، تشكيلات المعارضة “المسؤولية عن كافة الجرائم التي حلت بالشعب السوري من جميع الأطراف”.

“تشكيلات معارضة غير مستقلة”

تقول مبيض إن “كافة تشكيلات المعارضة السورية، غير مستقلة القرار، والتي تم تصنيعها خلال العقد المنصرم لم تكن ذات فاعلية تجاه الوضع السوري، ولم تقدم أي رؤية تضمن الأمن والاستقرار”.

وتعتقد أن “العمل المستقبلي يتوجب أن يستند على المسار الدستوري المؤسس للتغيير الجذري، والبدء بإعادة هيكلة اللجنة المصغرة، التي عطلتها أطراف الصراع الأيديولوجية، وصولاً لبناء كتلة قادرة على تشميل أصوات جميع السوريين”.

وترى العضو في اللجنة الدستورية السورية عن كتلة المجتمع المدني، أن “التعويل سيكون على معارضة مدنية مستقلة عن التجاذبات الأيديولوجية والإقليمية وعن الصراعات المسلحة بين هذه الأطراف، للبدء ببناء دولة سوريا الحديثة، من المناطق الخارجة عن سيطرة النظام والتي تضم ملايين السوريين ممن رفضوا العودة لسلطة بشار الأسد والمهددين بالترهيب والتنكيل في حال دخوله لهذه المناطق”.

إعداد: إحسان محمد – تحرير: مالين محمد