أزمة اقتصادية حادة في إدلب واحتقان شعبي قابل للانفجار ضدّ “تحرير الشام”

إدلب – NPA

 

تعاني محافظة إدلب وريف حلب الشمالي الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة التابعة لتركيا من ارتفاعٍ غير مسبوقٍ في أسعار المحروقات، التي بدأت ترتفع مع تنفيذ تركيا هجومها على الشمال السوري.

 

وذكرت مصادر محلية لـ "نورث برس" أنّ المحروقات في إدلب وخصوصاً المازوت نقص بشكل كبير بعد انقطاع الطريق الرئيسي للمحروقات بين منبج وبلدات شمال حلب.

 

ووفقاً لتلك المصادر فإنّ الشارع الإدلبي يشهد احتقاناً من الممكن أن ينفجر بأيّ لحظة ضدّ الفصائل وتركيا إذا ما استمر الوضع "المأساوي جداً" وفق تعبيرها، مُرجعةً ذلك إلى أنّ تركيا تتحمل السبب كونها لا تقوم بشيء إلّا بما يخدم مصالحها.

 

كما أضافت أنّ أعداد كبيرة من محطات وبسطات الوقود في إدلب أُغلقت بسبب نفاذ كميات المحروقات التي كانت مخزنةً لدى بعض التجّار، ودخول كمياتٍ قليلة جداً من المازوت الأوروبي عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا الذي تسيطر عليه "هيئة تحرير الشام" بشكلٍ كامل، إذ تقوم الهيئة بتوزيع المازوت لمحطات الوقود التابعة لها في إدلب المدينة فقط.

 

علاء المحمود صاحب محلٍ للمحروقات في مخيمات الشمال السوري، قال في حديثه لـ"نورث برس" أنّه أُجبر على إغلاق محله، خاصةً بعد وصول لتر المازوت الواحد لـ /800/ ليرة سورية أيّ دولار واحد لكل لتر، بينما وصل سعر ليتر البنزين الأوروبي لـ /900/ ليرة سورية.

 

هذه الأسعار عزّتها مصادر مقرّبة من "هيئة تحرير الشام" لارتفاع أسعار الدولار وإغلاق المعابر بجهة منبج.

 

فيما قال رضوان الحسين من سكان إدلب "في حال استمرت هذه الأوضاع فإن الناس في إدلب سوف تنفجر على الفصائل وتركيا، وأنّ الصبر له حدود لأنّه بالفعل هذه تُعتبر أزمة".

 

بينما أوضح محمد اليوسف من نازحي شمال حماة أنّ المحروقات أصبحت عبأ على المواطن بشكل كبير، حيث "أنّ المازوت وبهذا السعر إذا أراد تشغيل مدفئة على المازوت يحتاج يومياً /7/ ليترات كأقل تقدير وسعرها /6,500/ ليرة، عدا عن مصاريف المنزل، أما الحطب فوصل سعره لأكثر من /100/ الف ليرة للطن الواحد".

 

وكانت مديرية صحة إدلب أنذرت في بيانٍ لها نشرته الخميس الفائت، باقتراب حلول كارثةٍ إنسانية، وذلك بسبب انعدام المشتقات النفطية وخاصةً الديزل في الأسواق، حيث باتت عشرات المشافي والمنشآت الطبية مهددةً بإغلاق أبوابها والتوقف عن تقديم خدماتها، وذلك نتيجة انعدام المحروقات الضرورية لتشغيل المولدات الكهربائية.

 

كما خرج أمس الجمعة آلاف المتظاهرين بمظاهراتٍ حاشدةٍ  في كل من كفرتخاريم ومدينة إدلب ومعرة النعمان وسرمدا ومخيمات الشمال السوري، مطالبين بإسقاط حكومة الإنقاذ وهيئة تحرير الشام، واصفين إياهم بـ"الحرامية"، وردّت الهيئة بقمع التظاهرات بمعبر باب الهوى وسرمدا وطوقتها بمناطق أخرى وفرقت المتظاهرين تحت تهديد السلاح.

 

الجدير بالذكر أنّ طائرات مجهولة شنّت /9/ غارات جوية، مساء الاثنين الفائت 25 تشرين الثاني/ نوفمبر، على مواقع تحوي محروقاتٍ وصهاريج نفط في محيط مدينتي الباب وجرابلس بريف حلب الشرقي. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإنه لا تزال تلك الطائرات مجهولة الهوية.