أسطوانة الغاز الحاضر الغائب لدى سكان في الحسكة

الحسكة – نورث برس

تتحدث روزا من سكان حي العزيزية بمدينة الحسكة، عن معاناتهم منذ أربعة أشهر نتيجة تأخر مخصصاتهم من أسطوانات الغاز المنزلي، وبالتالي اضطرارها لاستخدام وسائل بديلة تضرُّ بالصحة، ما يشكل خطورة على حياتها وأطفالها.

روزا إبراهيم العابد (45 عاماً)، فقدت زوجها خلال الحرب السورية، لديها 6 أطفال، تقول لنورث برس: “منذ نحو 4 أشهر ونحن في انتظار جرّة الغاز، واليوم وصلتنا”.

هذا التأخر في توزيع الغاز المنزلي والاضطرار للوسائل البديلة، جعل الحياة تعود بسكان الحسكة إلى الوراء، “حياتنا بدائية، وشرب كاسة شاي حسرة علينا.. نعود للعصر الحجري من خلال استخدام بابور الكاز، وخوفنا من دخول أطفالنا إلى المطبخ لخطورته”، تقول “العابد”.

وتتحدث السيدة عن وضع أسطوانة الغاز، فـ”الجرّة تفرغ خلال مدة تتراوح 10 إلى 15 يوماً، ونحن مجبورون على استخدام أساليب ووسائل قديمة وخطرة”، تصفها بــ”القنبلة الموقوتة”.

مخاطر وحوادث حرق

وكسابقته، ينتظر علي عويد (41 عاماً) من سكان حي العزيزية، والذي تتألف عائلته من 6 أفراد، منذ أربعة أشهر أسطوانة الغاز، ويتساءل: “أين هم المسؤولون الذين يديرون أمور الأهالي؟

ويبلغ سعر أسطوانة الغاز من السوق الحرة 80 ألف ليرة، وهي لا تكفي لـ20 يوماً، بحسب “عويد”، فلسان حال السكان يقول: “علينا اتباع سياسة دبر حالك” في كل ما يخص أمور المعيشة، التي باتت أشبه بكابوس جاثم مع الدخل المتواضع الثابت غير المتوافق مع الارتفاع الجنوني بالأسعار.

ويشير “عويد”، الذي فقد ثلاثة من بنات عمه نتيجة استخدام بوابير الكاز، إلى أن “قسم الحروق في مشفى الشعب، أكبر دليل على اعتماد السكان على الوسائل البديلة للغاز.

ورغم خوفها على أطفالها، إلا أن انعدام الغاز، دفع بـ مريم سعدون (49 عاماً) من سكان حي العزيزية، وتتألف عائلتها من 9 أفراد، لخلط الكاز مع البنزين والمازوت لتشغيل البابور.

وتقول لنورث برس: “قبل عدة أيام تعرضت فتاة لحادثة حرق بعدما تسرب البنزين واحترقت أجزاء من قدمها، وابنة عمي أيضاً توفيت بعدما احترق وجهها نتيجة انفجار البابور بها”.

وقبل نحو 3 سنوات، كان سكان شمال شرقي سوريا، يحصلون على أسطوانة غاز شهرياً، ومع مرور الأيام أصبحت مرة واحدة كل شهرين، لتتضاعف المدة خلال الأشهر الماضية إلى ثلاثة أشهر أو أربع.

تصريحات بعيدة عن الواقع

يشير يزن أحمد الرئيس المشارك للجنة المحروقات في الحسكة، إلى أن “عملية توزيع أسطوانات الغاز هي كما السابق، من خلال مدة التوزيع مع حدوث تأخير أسبوع واحد في بعض الأحيان من المعمل المنتج للمادة في رميلان”.

ومخصصات الحسكة هي 12 ألف جرّة غاز أسبوعياً، أي نحو 48 ألف جرّة في الشهر، “ولكن حالياً يصلنا 47,100 جرّة غاز شهرياً في حال عدم حصول تأخير، و 36 ألف جرّة في الحالات العادية”، بحسب “أحمد”.

ويرجع المسؤول تأخر التوزيع في بعض الأحياء، لـ”عمليات السرقة”، ويضيف: “تم إيقاف 11 معتمداً لتوزيع الغاز في الحسكة وضواحيها، بعد سرقة أسطوانات الغاز الخاصة بالسكان، وفرار بعضهم لجهة مجهولة. كما تم اعتماد التوزيع مباشرة من اللجنة إلى السكان بالتنسيق والتعاون مع النواحي والكومينات”.

ويقول “أحمد” لنورث برس، إن “الأعداد الحقيقية للسكان القاطنين في الحسكة وضواحيها 85 ألف عائلة، ولكن ما تم تسجيله هو أكثر من 110 ألف عائلة”، متهماً بعض المسؤولين عن الكومينات بالتلاعب في الأرقام، وعمل بطاقات لعوائل خارج القطر أو مهاجرة تم الاحتفاظ ببياناتهم لدى الكومينات، وتتم الآن عملية التدقيق لكشف أكثر من 25 ألف بطاقة غير نظامية”.

إعداد: جيندار عبدالقادر – تحرير: روبين عمر