وسط تقاذف المسؤولية.. قرية شرقي الرقة بلا مياه شرب منذ عامين

الرقة – نورث برس

لا يعلم محمد، سبب انقطاع مياه الشرب عليهم منذ نحو عامين، جلّ ما يعلمه الرجل أنه وأقرانهم في القرية بلا مياه للشرب.

محمد الشواخ (34عاماً) وهو من سكان قرية عقربة نحو 40كم شرقي الرقة، يقول، إن مشكلة وصول مياه الشرب إلى قريته “مجهولة السبب”، وعلى الرغم من وجود شبكة مياه الشرب في القرية، إنما يفتقرون للمياه منذ نحو عامين.

يسكن في قرية عقربة القريبة من بلدة الكرامة شرقي الرقة نحو 500 عائلة، ويعاني سكانها من عدم وصول مياه الشرب لقريتهم، حيث أنه وجّه سكانها عدد من الطلبات وقدموا الشكاوى إلى المؤسسات المعنية في الريف الشرقي، “إلا أن أحداً لم يستجب لمطالبنا”، يقول الرجل.

“وجود ميزانية”

ويضيف، أن “الحجج دائماً تتمثل بعدم وجود ميزانية كافية، كما أنهم احتاروا بتبعية قريتهم من حيث محطات مياه الشرب، فمحطة الكرامة ترسلهم إلى الجديدات وبالعكس”.

ومع استمرار انقطاع المياه يلجأ سكان القرية إلى الصهاريج الجوالة، ويصل ثمن البرميل لألفي ليرة، الأمر الذي يكبدهم خسائر فادحة، خاصة أن غالبيتهم يعانون من ظروف اقتصادية صعبة.

فيما يقول مصطفى العساف (32عاماً)، وهو من سكان ذات القرية، إن الصناديق التي توزع من داخلها خطوط المياه للمنازل، باتت مكاناً للعب الأطفال، في إشارة لطول فترة انقطاع المياه عنها.

وينتقد الرجل التهميش والإهمال الخدمي لقريته، ويعتبر أن الأمر “متعمد”، لا سيما في ظل ضعف الاستجابة وتقاذف المسؤولين سبب المشكلة.

وساهم انقطاع المياه المستمر والطويل في تفكيك أصحاب النفوس الضعيفة للخطوط والصناديق، وبيعها في سوق الخردوات، لذا فَقَدَ “العساف” الأمل بعودة المياه، ويصف عودتها بـ “المستحيلة”.

بينما يرى هلال السبيخة (40عاماً)، أن مشكلة المياه في قريته، ليست بسبب قلّة المياه، ولا حتى في خطوط الشبكة، “إنما تكمن في قلة المسؤولية من قبل المعنيين عن مياه الشرب وإهمالهم”.

ويذكر أن قرى الطريفاوي، وهي منطقة تبعد عن أقرب محطة مياه شرب نحو 100كم، متوفرة فيها مياه الشرب، بينما قريته بجانب المحطات إلا أنه منذ نحو عامين بلا مياه، والجواب دائماً “لا توجد ميزانية كافية، لا توجد مياه كافية في قنوات الري لكي نغذي قريتكم”.

ويشير ياسر الكليب، وهو رئيس وحدة مياه الجديدات، إلى أن مشكلة مياه الشرب في القرية، جاءت بعد توقيع اتفاقية بين محطتي الجديدات والكرامة، تقضي بفصل القرية عن محطة الجديدات إلى الكرامة، بعدها حدثت المشكلة في القرية، وبات السكان بلا مياه.

ويضيف: “التزمنا بورقة التعهد التي تم توقيعها، وتغذية القسم الجنوبي من قرية الغسانية، لكن بقيت قرية عقربة بدون مياه شرب، والسبب عائد لوحدة مياه الكرامة، مع العلم بأن قرية عقربة والغسانية تتبع جغرافياً وإدارياً لوحدة مياه الكرامة”.

ويؤكد عبد الحميد الرحيل، وهو رئيس وحدة مياه الكرامة، نقل القرية لقطاعه، وتوقيع اتفاقية مع محطة مياه الجديدات، منذ أكثر من سنة ونصف، “بشرط أن تغذي محطة الجديدات القسم الجنوبي من قرية الغسانية، لكنها لم تلتزم بالاتفاقية”، طبقاً لقوله.

ولكن “لا تتوفر ميزانية كافية لتنفيذ مشروع يغذي القرية، وضعنا الخطة في المشاريع المقبلة وسنعمل عليه في حال توفر ميزانيه كافية”، يقول المسؤول.

إلى ذلك الوقت سيبقى سكان القرية بلا مياه شرب، وفق ما ألمح له المسؤول، ويبقى المسؤولون على حججهم بعدم توفر ميزانية لتنفيذ المشاريع، وسط تقاذف المسؤوليات فيما بينهم.

إعداد: فرات الرحيل – تحرير: أحمد عثمان