دير الزور.. مزارعون يجبرون على زراعات موسمية محددة

دير الزور – نورث برس

مجبرٌ، زرع أحمد أرضه بالقمح هذا الموسم، رغم الخسائر الفادحة التي تعرّض لها في السنوات السابقة، إذ أن المزارع لم يجد محصولاً آخر، في ظل محدودية الخيارات لديه وأقرانه ممن يعملون بالزراعة.

أحمد الخلف (50عاماً)، وهو مزارع من سكان قرية حوايج ذياب 14كم غربي دير الزور، يقول إنه لا خيار لديه لزراعة محصول آخر، إذ لا يتوفر لدى المزارعين خيارات مطروحة كثيرة، سوى القمح والشعير والقطن.

وتراجعت الزراعة في مناطق دير الزور خلال السنوات الأخيرة، لأسباب عديدة منها ارتفاع أسعار السماد بالإضافة إلى البذار وأسعار المحروقات، وعدم استقبال مؤسسات الإدارة الذاتية لمحاصيل أخرى كالشوندر السكري والذرة الصفراء.

ولا يحبذ “الخلف” زراعة القطن لما يحمله من تكاليف باهظة، والذي يتطلب مصاريف وأيدٍ عاملة كثيرة، بينما القمح لا يحتاج للكثير من الأيدي العاملة.

ويعتمد مزارعو دير الزور والرقة، على المحاصيل الموسمية كالقمح والشعير والقطن، فيما تراجعت زراعات أخرى بسبب انهيار البنى التحتية المرتبطة بها كالمجففات، ومعمل السكر، وعدم تشجيع الإدارة الذاتية لمثل تلك الزراعات وإعادة ترميم بناها التحتية.

ولجأ حسين المختار، وهو من سكان قرية الحويجة 12كم غربي دير الزور، لزراعة محصول السمسم، وهو زراعة جديدة بات المزارع يجد فيها فرصة لتنويع المحاصيل.

كما دخلت زراعة الخضروات الصيفية إلى المنطقة، ورغم أن “المختار” لم يعمل فيها ولكنه بات يلاحظ تناميها، وتوسع مساحاتها في كل عام.

وتوقفت بعض الزراعات وعزوف المزارعين عنها، بسبب عدم توفر سوق لتصريفها، ما أثر بدوره على الزراعة والثروة الحيوانية على حد سواء.

وتعرض مزارعو الذرة الصفراء لخسائر فادحة، بعد رفض الإدارة الذاتية، استلام المحاصيل وشرائها من المزارعين.

وفي سنوات سبقت الأزمة السورية، اعتاد عبد الفتحي، وهو من سكان محيميدة 12كم غربي دير الزور، على زراعة الشوندر السكري، لكنه كما سابقه بات يزرع القمح كونة المادة الأكثر تسويقاً، في الوقت الحالي.

ويرى المزارع أن قطاع الزراعة بحاجة إلى “دعم كبير” من جميع النواحي، لا سيما أن ما نسبته 40 بالمئة من الأراضي الزراعية في دير الزور، غير مزروعة، بسبب عزوف المزارعين.

ويعود سبب العزوف عن الزراعة، لارتفاع تكاليف المواسم، وغلاء مستلزمات الزراعة، والتي في الغالب تُحسب وفق الدولار الأميركي.

ويؤيد محمد هلال، وهو الرئيس المشارك لمجلس المنطقة الغربية، سابقيه من المزارعين، بأن قطاع الزراعة في دير الزور بحاجة إلى “دعم حقيقي” لتحسين الوضع، وخصوصاً أن السكان يعتمدون بشكل أساسي على الزراعة.

وخلال الفترة الماضية دعم المجلس الجمعيات الزراعية بمادة المازوت من النوعية الجيدة، بسعر مدعوم للمزارعين، بكمية 15 ليتراً للدونم الواحد على سرير النهر، و25 ليتراً لمزارعي البادية، طبقاً لـ “هلال”.

وأضاف في حديث لنورث برس: “أما بالنسبة للسماد موجود في لجنة الزراعة في إقليم دير الزور، ولكن أسعاره مرتفعة من الشركة”، على حد قوله.

إعداد: إيمان الناصر – تحرير: أحمد عثمان