ريف حلب ـ نورث برس
لم يحصل جميل رشيد (48 عاماً)، اسم مستعار لأحد سكان عين دارة التابعة لعفرين شمالي حلب، على مساعدة بعد مرور أكثر من شهرين على الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة في السادس من شباط/ فبراير الفائت، “بسبب النهب والسرقات غير المضبوطة من الجهات المحلية والمنظمات الفاعلة في المنطقة”.
يتحدث “رشيد”، عن مشاهدته لموظفين في منظمة “بهار” العاملة في المنطقة، دخلوا إلى القرية لجرد أعداد المتضررين من الزلزال بعد التنسيق مع المجلس المحلي في مدينة عفرين ومختار القرية.
ويقول لنورث برس: “قام المختار بأخذ الموظفين لمنازل المتضررين من المستوطنين دون جرد منازل الأهالي في القرية في أسلوب عنصري بحت، متجاهلاً كل منزل يسكنه مواطن كردي إلا ما ندر”.
وعندما أخبر “رشيد” المختار أن التسجيل لجميع سكان القرية، بدأ الأخير بالصراخ، وأخبره بعدم التدخل فيما لا علم له به أمام الموظفين، لينسحب الموظفون على إثر المشكلة من القرية دون إكمال مهمتهم.
وبعد تصدع منزله، قام أحمد عبدو (37 عاماً)، اسم مستعار لأحد سكان قرية معامل أوشاغي بريف عفرين، بحلول بدائية من جمع قطع قماش وقوائم خشبية وبناء خيمة قرب المنزل لا تقي برد الشتاء ولا حر الصيف، لأن الحالة المادية حالت دون القدرة على شراء خيمة نظامية.
يقول “عبدو” أن جمعية خيرية برفقة مندوب القرية، جاءت للتسجيل على خيم لمتضرري الزلزال، إلا أن المندوب ويدعى “أبو علي”، “أخبرني أني غير مستحق للتسجيل لأني أملك سيارة وخيمة”.
ويشير “عبدو”، إلى أنه تواصل مع المجلس المحلي في مدينة عفرين، لتقديم شكوى على المندوب لعدم تسجيل اسمه، “إلا أن رد المجلس كان بعدم استحقاقي أيضاً، لعدم التزامي بدفع إتاوة للمجلس بشكل شهري بحجة جمع القمامة من القرية وإيصال المياه والكهرباء لها”.
ولفت “عبدو”، النظر إلى أن “الكثير من المستوطنين حصلوا على خيام عبر التسجيل في لوائح المستفيدين لأن لديهم صلة معرفة وقرابة مع أعضاء المجلس المحلي”.
وكسابقيه، لم يحصل مصطفى نعسان (43 عاماً)، اسم مستعار من سكان قرية شيخوتكة بريف ناحية معبطلي، على أي مساعدة من بداية الاستجابة التي أطلقتها جميع المنظمات بعد الزلزال.
وقال “نعسان”: “طلب مني مختار القرية أن يسجلني كمستفيد بشرط إحضار ثبوتيات إضافية كثبوتيات إخوتي المقيمين خارج سوريا للحصول على مساعدات إضافية ثم تقاسمها معي، وعندما رفضت شطب اسمي من قوائم المستفيدين”.
ورغم تهافت القوافل الإغاثية إلى منطقة عفرين وبلدة جنديرس على وجه الخصوص، إلا أن السرقات لتلك القوافل لم تنتهي من قيادات فصائل وعناصر، أو من مناديب مخيمات إيواء وموظفين إغاثيين.
ولا تزال المساعدات الإنسانية المقدمة من منظمات محلية ودولية، عرضةً للسرقة من قبل قيادات وعناصر تابعين لفصائل موالية لتركيا، في مناطق شمال غربي سوريا، وفقاً لتقارير أعدتها نورث برس عبر شبكة مراسليها في المنطقة.
وكانت تتم السرقات من قبل قيادات وعناصر فصائل موالية لتركيا عبر إدراج أسماء وهمية ضمن جداول المستفيدين من السلال الإغاثية وسلال الطوارئ وقسائم الكاش، فضلاً عن الإتاوات التي كان يفرضها عناصر تلك الفصائل على الآليات التي تضم تلك المساعدات مقابل السماح لها بالعبور إلى الأماكن المتضررة.
وكان تعرضت مستودعات مجالس محلية في منطقة عفرين للمهاجمة من قبل السكان بسبب إغلاق تلك المستودعات والامتناع عن تسليم الحصص الإغاثية وفقاً لمصادر خاصة حصلت عليها نورث برس.