الألغام التركية تمنع أهالي قرى ريف حلب الشمالي من العمل في أراضيهم

حلب – سام الأحمد – نورث برس
 

بالقرب من خطوط التماس بين القوات الحكومية السورية وعلى تخوم القواعد التركية في ريف حلب الشمالي عشرات القرى والبلدات يعيش سكانها ظروفاً أمنية ومعيشية بالغة الصعوبة، حيث تشكل الألغام التي زرعتها تركيا وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها  في أراضيهم الزراعية هاجساً لهم. أدت لحرمانهم من العمل فيها.

 

أبو نضال عضو بالمجلس المحلي في شيراوا ومن سكان بلدة أبين يقول لـ"نورس برس": إن "الحالة المعيشية باتت صعبة لسكان منطقتنا التي تعتمد بمعيشتها على الزراعة فالألغام إضافة للاستهداف المتواصل الذي تنفذه الفصائل المسلحة وتركيا حوَّل معظم أراضينا الزراعية إلى أرض بور غير مستثمرة ".

 

ألوف الهكتارات من الأراضي الزراعية الخصبة باتت خارج نطاق الاستثمار  والإنتاج الزراعي في منطقة شيراوا والمناطق المحيطة القريبة من تواجد فصائل المعارضة المسلحة.
 

فالقوات التركية زرعت ألغاماً على نطاق /4/ كيلو متر من قواعدها وتمركز قواتها والخنادق والسواتر الترابية العالية التي أقامها المسلحون في هذه الأراضي، كان لها أثر تخريبي واضح المعالم في الحقول والمزارع. إضافة للجدار التركي الذي بُني قبل أشهر والذي يمر بأخصب الأماكن الصالحة للزراعة.

 

يحيى غباري مهندس زراعي من بلدة أبين يقول لـ "نورث برس": "بلدتنا أبين وحدها تتواجد فيها مئات الهكتارات التي خرجت عن دائرة الإنتاج الزراعي بسبب الألغام والقواعد العسكرية التركية".  
 

وأضاف، "هناك بلدات في جنوب غرب شيراوا لا يستطيع أهاليها الوصول إلى أراضيهم واستثمار ولو جزء بسيط منها، فالواقع الزراعي بات سيئا للغاية في مناطقنا، نتمنى إيجاد حلول ليستطيع الفلاحون المنهكون من الفقر والحرب العودة لحقولهم وكسب أرزاق عوائلهم".

 

بالرغم من صعوبة وشبه استحالة عودة الإنتاج الزراعي لمناطق شيراوا وجنوب إعزاز  كما كان سابقا قبل التواجد العسكري التركي، لكن المزارعون في هذه المناطق يواصلون جهودهم من أجل زراعة محاصيلهم في المساحات الزراعية المتاحة لهم.
 

ومنهم من حاول استصلاح أراضي وعرة تقع في مناطق أكثر أمنا في محيط  قراهم وبلداتهم والبدء بالعمل الزراعي فيها لا بل ذهب البعض منهم إلى أقصى حدود المغامرة من خلال زراعة الأراضي الأكثر قرباً من القواعد العسكرية التركية متجاهلين الألغام وخطورتها.
 

فهم بحسب ما قال أبو إدريس من بلدة صوغانة مجبرون على خيارين إما موت أطفالهم جوعاً أو ركوب المغامرة واللعب مع الأقدار، فالأحوال الاقتصادية في هذه المناطق كغيرها تأثرت بالظروف الاقتصادية الصعبة التي تعصف بسوريا لكن التأثير الخاص والأشد إيلاماً هو فقدان حقولهم وأراضيهم الزراعية نتيجة القصف والقنص والألغام.
 

الجدير بالذكر أن أراضي قرى شيراوا مشهورة بخصوبتها وقابليتها لزراعة شتى أنواع المحاصيل الزراعية لاسيما القمح والبقول والخضروات والبطاطا إضافة للزيتون، ومعظم الأهالي هنا مرتبطون ومتجذرون بالأرض، وهم يرفضون رغم كل المخاطر والأوضاع المعيشية المتردية أن يقتلعهم أحد منها ويرغمهم على  الرحيل عنها.