الرقة – نورث برس
باتت مشكلة مياه الشرب تؤرق أحمد لا سيما مع اقتراب فصل الصيف، إذ تمثل بالنسبة له تكاليف إضافية باهظة، حيث تكثر الحاجة للمياه خلال الفترة القادمة.
أحمد العبود (40عاماً) من سكان قرية الزغير 15كم غربي دير الزور، يقطن مع 500 منزل في القرية، ويعانون من انعدام شبكة لمياه الشرب منذ سنوات.
وتعاني قرى ومناطق في دير الزور من عدم توفر مياه الشرب منذ سنوات، على الرغم من الشكاوى العديدة التي قدموها لمديرية المياه لتمديد الشبكات، إلا أن أحداً لم يستجب لمطالبهم.
يقول “العبود” إنه وأقرانه يعانون من انقطاع مياه الشرب منذ أكثر من 8 سنوات، ويتكبدون الكثير من العناء لتأمين مياه الشرب.
ويضيف أن طوال تلك السنوات كانوا يعتمدون على شراء المياه من الصهاريج، رغم ارتفاع أسعار تعبئة البرميل الواحد، لا سيما في ظل الصرف الكثير للمياه، والتي لا تقتصر على الشرب فقط، وإنما تشمل أعمال المنزل وسقاية الأشجار فيه.
ويبلغ سعر البرميل الواحد 2000 ليرة، وهو مبلغ كبير بالنسبة لذوي الدخل المحدود، خاصة في ظل الظروف المعيشية القاسية التي يعاني منها سكان دير الزور.
وكما سابقه، يتخوف جاسم المحمد (35عاماً) من سكان قرية الكسرة 13كم غربي دير الزور، من مشكلة توفير مياه الشرب في الصيف، لاسيما أن لديه عائلة كبيرة، وعدد من الأشجار في منزله.
ويطالب الرجل بتمديد شبكات مياه إلى الأحياء التي تبعد عن محطة الشرب، ويأمل “المحمد” بالاستجابة لمطالبهم، تخفيفاً للتكاليف التي سيدفعونها لقاء تعبئة المياه من الخزانات.
ويشدد على مطالبه، لعدم قدرته على تأمين المياه في الصيف، ويصف الأمر بـ”الصعب”، بالإضافة إلى أن تلك المياه مصدرها مجهول.
كذلك يعاني محمد السالم، وهو من سكان قرية الشهابات 6كم غربي دير الزور، من نقص مياه الشرب وارتفاع تكاليف شرائها من الصهاريج.
وبعد شكاوى قدموها لبلدية الحصان، استجابت لهم بتوزيع المياه عن طريق صهاريج البلدية، ورغم أنها حلٌ لكنه غير كافٍ، والحل وفق رأيه “إنشاء محطة مياه”، خاصةً أن المنطقة تفتقد لذلك.
وأمام الشكاوى، قال أشرف العليان، الرئيس المشارك لمؤسسة المياه العامة في دير الزور، إن المؤسسة تعمل خلال خطة 2023 على إيصال المياه للمناطق البعيدة عن سرير نهر الفرات، والتي لا يوجد فيها شبكات مياه أساساً.
وأشار أن “أولوية عمل المؤسسة حالياً إيصال المياه لهذه المناطق، وإعداد الخطط لتوسيع الشبكات في كامل دير الزور، حسب الميزانية المقدمة من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”.
وأضاف “العليان” أنهم خاطبوا المنظمات الدولية، ونسقوا معها لتخديم هذه المناطق، وإيصال مياه الشرب وتخفيف معاناة السكان، والعمل على إنشاء محطات جديدة وإنشاء مرقدات حسب الإمكانيات المتاحة، لتأمين مياه الشرب لسكان دير الزور بشكل كامل.