دمشق – نورث برس
حذر الجيش السوداني، الخميس، من اشتباكات محتملة مع القوات شبه العسكرية (الدعم السريع) في البلاد، والتي قال إنها انتشرت بكثافة في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى.
وتصاعدت التوترات بين الجيش وقوات الدعم السريع في الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى تأخير توقيع اتفاق مدعوم دولياً مع الأحزاب السياسية لاستعادة الانتقال الديمقراطي في البلاد.
وقال الجيش السوداني في بيان، إن حشد قوات الدعم السريع في الخرطوم وأماكن أخرى بالبلاد، جاء دون موافقة أو تنسيق مع قيادة القوات المسلحة.
وأضافت أن إجراءات قوات الدعم السريع “أثارت الذعر والخوف بين الناس وفاقمت المخاطر الأمنية وزادت التوترات بين القوات النظامية”.
وقال الجيش إنه حاول “إيجاد حلول سلمية لمثل هذه الانتهاكات” لمنع نزاع مسلح مع قوات الدعم السريع.
وجاء البلاغ الرسمي للجيش في الوقت الذي نشرت فيه قوات الدعم السريع قواتها في المنطقة الشمالية على الحدود مع مصر.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن القوة شبه العسكرية حاولت بناء قاعدة عسكرية هناك.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان نُشر مساء أمس الأربعاء، إن انتشارها في جميع أنحاء البلاد يهدف إلى “تحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية”.
ونشأت القوة شبه العسكرية (الدعم السريع)، بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو، قوامها ميليشيات سابقة نفذت حملات في منطقة دارفور السودانية على مدى العقدين الماضيين.
وعلى الرغم من أن الجيش وقوات الدعم السريع قادا معاً انقلاباً في تشرين الأول/ أكتوبر 2021 ضد الحكومة المدنية، واعتقل ما لا يقل عن خمس من كبار الشخصيات في الحكومة السودانية، بمن فيهم رئيس الوزراء المدني عبد الله حمدوك ثم افرج عنه لاحقاً باتفاق، إلا أن الاحتكاك بين قائدي القوة تصاعد في الأشهر الأخيرة.
وأثار التصعيد مخاوف من اندلاع حرب أهلية جديدة في بلد يشهد صراعات مسلحة داخلية وأزمة منذ سنوات.
ولجأ الكثيرون إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن مخاوفهم.
وفي بيان صدر اليوم الخميس، دعا حزب الأمة الوطني السوداني أحد أكبر الجماعات السياسية في البلاد، إلى ضبط النفس وحث القوى السياسية الأخرى على عدم تصعيد الموقف.
وأجبرت الانتفاضة الشعبية التي دامت شهوراً الجيش على الإطاحة بالبشير وحكومته في نيسان/ أبريل 2019. ومنذ ذلك الحين، تم سجن الرئيس السابق المطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بشأن نزاع إقليم دارفور.