الأعباء المعيشية تزداد يوماً بعد آخر وأهالي السويداء يسألون عن الحلّ

السويداء – جبران معروف – نورث برس
 

أصبح السؤال عن سبل مواصلة العيش، في ظل ارتفاع الأسعار المتواصل صعودا خلال الأشهر الأخيرة، أحد أبرز محاور الأحاديث بين أهالي محافظة السويداء، إن كان في المحال التجارية أو وسائل النقل أو حتى في الزيارات العائلية، دون أن يكون في الأفق بوادر انفراج اقتصادي.

 

قال أبو أيهم خير (47 عاماً)، موظف في إحدى المؤسسات العامة، وربّ أسرة مكونة من فتاتين وشاب، في حديث مع "نورث برس": "لم يعد الوضع المعيشي يُطاق، ولا أدري إن كان هناك شيء يمكن الاستغناء عنه ولم نستغني عنه، فلا لحوم حمراء أو بيضاء، وبالطبع السمك نسينا طعمه منذ سنوات، والفواكه والمعلبات، والأنواع الجيدة من الأرز والبرغل والزيت وغيرها من المواد، وما زلت أشعر بالعجز كل يوم عندما أذهب للسوق وأصدم أن الأسعار ارتفعت من جديد".

 

وأضاف، "أنا موظف وزوجتي كذلك، ولدي ابنة في الجامعة، تحتاج نحو /40/ ألف ليرة شهرياً، والأصغر منها تستعد للتقدم لامتحان الشهادة الثانوية وأيهم في مرحلة التعلم الإعدادي، رواتبنا لا تكفي احتياجاتهم، ولولا عملي الثاني وعمل والدتهم في الدروس الخاصة، كنا عجزنا عن تأمين الخبز الحاف، لم نعد ندري ما الحلّ لكي نستطيع فقط تأمين الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية".

 

من جانبه، قال أبو أيمن نصار، عامل في محل لبيع الألبسة الجاهزة، لـ "نورث برس": "الأسعار لا تطاق وترتفع بشكل شبه يومي وخاصة خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من الشهر الجاري، فارتفع لتر الزيت من /750/ ليرة إلى /1150/ ليرة، وعلبة المناديل من /500/ ليرة إلى /900/ ليرة، وقد وصلت نسبة ارتفاع بعض مواد السمانة إلى /%100/".
 

وأكمل: "في حين أسعار الخضار ليست رخيصة أبداً، فسعر كيلوغرام من البندورة /500/ ليرة وكذلك الخيار والبطاطا بـ/375/ ليرة، والكيلوغرام الواحد من لحمة الخاروف بتسعة آلاف ليرة، وقس على ذلك، بالطبع لن نتحدث عن الألبسة فهناك حدث ولا حرج، فالسروال بـ /12/ ألف ليرة، المعطف بـ /25/ ألف ليرة وهناك أغلى، أما الأرخص فغالباً نوعيات رديئة جدا".
 

وأضاف "لم يعد عمل أو اثنين يكفي، الراتب وسطيا /60/ أو /70/ ألف، وأنا أحتاج على الأقل /300/ ألف لأعيش فقط أنا وعائلتي، اليوم لولا بعض المساعدة من شقيقي المغترب، وأني أسكن في جزء من منزل العائلة لكان الوضع مأساة حقيقية".

 

من جانبه، قال حسام العلي، صاحب محل لبيع المواد الغذائية في السويداء: "الوضع مضحك مبكي، الأسعار تمر أيام يكون كل يوم هناك أسعار جديدة، والارتفاعات غالباً تكون أكثر من سعر المبيع للناس، وبالتالي حتى المربح يبتلعه الغلاء".

 

وأضاف "كمية البضاعة في المحل تراجعت بشكل كبير، فالبضاعة التي كان ثمنها مليون ليرة سوري قبل أربعة أشهر، اليوم ثمنها نحو مليوني ليرة، أضف أن المبيع تراجع بشكل كبير، وكثير من زبائن المحل أصبحوا يعتبرون العديد من المواد كماليات، ويندرج ذلك على كثير من أنواع الخضار والفواكه، وهذا بالطبع أثر على مرابحنا، فزادت الأسعار وبقي المربح ذاته بالمادة".

 

ولفت إلى أن "بعض تجار المدينة، واستجابة لحملة أطلقتها وزارة الأوقاف ومشيخة العقل وغرفة التجارة، قاموا بعرض سلال غذائية بأسعار مخفضة، فمثلاً وضع سعرها بـ /7500/  ليرة سورية، في حين كان ثمنها أكثر من /10/ آلاف ليرة، إلا أن اللافت كان حتى بهذه الأسعار المخفضة، كان الإقبال ضعيفاً جداً، وجزء لا بأس من تلك السلال لم يباع"، مرجعاً ذلك إلى أن "الناس لا تملك المال بالأصل".

 

وشهدت السويداء خلال الفترة الماضية احتجاجاتٍ، تحت شعار "بدنا نعيش"، طالب المشاركون فيها بتأمين الحياة الكريمة ومحاسبة الفاسدين.
 

يشار إلى أن مختلف المناطق السورية شهدت ارتفاعات كبيرة بالأسعار، في ظل انخفاض سعر صرف الليرة مقابل الدولار الأمريكي بشكل غير مسبوق.