يوماً بعد يوم.. محاولات جديدة نحو التطبيع مع دمشق

غرفة الأخبار – نورث برس

تخطو الحكومة السورية في الآونة الأخيرة خطوات جديدة نحو منعطف سياسي كبير في تاريخ سوريا منذ عام 2011، وذلك نحو بدء عمليات تطبيع عربية وإقليمية بعد انقطاع دام لسنوات.

ولم تكن الأحداث السياسة في مناطق الحكومة السورية ذات أهمية كبيرة، خلال العام الماضي لولا أنه قبل نهايته دخلت الأحداث السياسة منعطفاً جديداً في تاريخ الحرب السورية.

إذ  خلصت جهود روسيا منذ أشهر عدة، لعقد لقاءات رسمية بين حكومتي أنقرة ودمشق، إلى عقد لقاء على مستوى وزراء دفاع البلدين الجارين المتخاصمين.

ومن ضمن ما شهدته الساحة السياسية السورية خلال العام الماضي والعام الجاري من تطورات سياسة زيارة الرئيس السوري بشار الأسد، للإمارات العربية المتحدة، لأكثر من مرة، بالإضافة لسلطنة عمان، وزيارته إلى روسيا.

أما مع بداية العام الجديد وبعد ضرب الزلزال مناطق في الشمال السوري، بدأت بوادر انفتاح الأبواب المغلقة تظهر شيئاً فشيئاً، كان آخرها زيارة وزير الخارجية السوري إلى مصر.

فالأسبوع الماضي، عقد  وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى القاهرة مباحثات مع نظيره المصري سامح شكري، في زيارة هي الأولى منذ بدء الحرب السورية.

وقال المحلل السياسي السوري نصر اليوسف والمقيم في موسكو، لنورث برس، إن “زيارة المقداد قفزة جديدة سيلهي بها أتباع محور المقاومة ويؤكد أن الناس أو الدول.. التي عادت النظام الوطني التقدمي المقاوم اعترفت بذنبها وعادت إليه صاغرة”.

وبين أن “زيارة المقداد مهمة جداً للنظام، أما على صعيد الشعب الثائر نعتبرها طعنة في الظهر لأن المبررات التي سيقت لعزل النظام ليس فقط لم تتلاشَ بل تضاعفت”.

وأشار السياسي في تصريحه إلى أنهم “يدركون تماماً أن النظام لا يمكن أن ينفصل عن إيران تحت أية ظروف والأنظمة التي تستقبل النظام أو ممثليه يعلمون أن هذا الأمر مستحيل الحدوث”.

وبعد زيارة المقداد لمصر بيومين، التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بولي العهد السعودي محمد بن سلمان لبحث العلاقات الثنائية وتطورات المنطقة، وذلك في زيارة إلى جدة لم تدم سوى ساعات.

وذكرت وسائل إعلام مصرية أن هناك “تحركات تهدف لحضور سوريا اجتماع جامعة الدول العربية المقبل المقرر عقده في السعودية”.

وفي 8 من الشهر الماضي، لوّح وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى إمكانية عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية بعد عزلتها منذ اندلاع الأزمة عام 2011، فيما أشار أيضاً إلى انفتاح الرياض على الحوار مع طهران.

وقال الرئيس السوري في مقابلة مع قناة “آر تي” الروسية، إن بلاده منفتحة على التعاون الثنائي مع الدول العربية الذي لا يقل أهمية عن العودة لجامعة الدول العربية، معتبراً أن سوريا لم تعد ساحة صراع بين السعودية وإيران.

ورأى الأسد في الاتفاق السعودي الإيراني “خطوة إيجابية” و”مفاجأة رائعة” ولا بد أن تنعكس إيجاباً على المنطقة.

وأشار اليوسف إلى أن “السعودية إذا قررت أن تتخذ موقفاً من دعوة النظام السوري أو التمهيد إلى دعوته إلى القمة العربية، فهي ليست بحاجة إلى التشاور مع مصر بل ستبحث هذه الأمو وربما يصلون إلى سيناريو يكون مقبولاً ويطبق المثل العربي القائل لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم”.

وقال: “أعتقد أن السعودية ستكون المطبع الجديد مع الأسد، وهذا ما بدأت تظهر ارهاصاته من خلال التصريحات الرسمية”.

وبين أن ذلك قد يكون “تحت تأثير ما يسمى بالقطب العالمي الجديد حيث يعاد ترتيب المنطقة، ونعرف بأن التقارب السعودي الإيراني جاء في هذه المرحلة، عندما بدأ يتشكل عملياً قطب عالمي جديد برئاسة الصين وروسيا”.

وذكر السياسي المقيم في موسكو أنه “باختصار بعد السعودية سيكون الطريق قد مهدت تماماً لإعادة النظام السوري للجامعة العربية”.

أما بالنسبة إلى تطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا؟، ولم تسفر الاجتماعات الأخيرة الذي عُقدت في موسكو يومي 3 و4 نيسان/ أبريل الجاري، عن أي نتائج ملموسة سوى اتفاق الأطراف على مواصلة الاتصالات.

إعداد وتحرير: محمد القاضي