بعد الاتفاقية السعودية الإيرانية..مساعي الرياض للتطبيع مع دمشق تثير استياء واشنطن

دمشق- نورث برس

لم تقم الولايات المتحدة “رغم انزعاجها” بإجراءات صارمة ضد مواقف السعودية، فيما يتعلق بقيادة محوراً التقارب مع دمشق إلى جانب الإمارات ومصر، رغم أن واشنطن لازالت تصر على توجهها المناهض لأي عملية تطبيع في البلد الذي لازال يعاني أزمة سياسية وإنسانية جراء حرب منذ 12 عام.

آخر ما بدر من الجانب الأميركي تجاه علاقات السعودية مع دمشق على خلفية اتفقاها مع طهران، جاء أمس على لسان مدير وكالة المخابرات المركزية، بيل بيرنز، والذي قام برحلة غير السعودية الأسبوع الفائت.

وأفادت تقارير أميركية أن المسؤول الأميركي عبّر عن إحباط واشنطن من انفتاح الرياض على إيران وسوريا، من خلال وساطة بوساطة من خصوم الولايات المتحدة الصين وروسيا.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية التقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وكشفت الصحيفة أن رئيس المخابرات الأمريكية؛ أعرب عن استيائه من التقارب المستمر للرياض مع كل من طهران ودمشق، وقد تم إبلاغ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بأن الولايات المتحدة شعرت بالصدمة من هذا “التقارب”.

ووافقت السعودية على إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران في اتفاق توسطت فيه الصين الشهر الماضي

والتقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الخميس في بكين بوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، واتفقا على إعادة القنصليات والسفارات وكذلك الرحلات الجوية بين البلدين.

فيما يتعلق بسوريا، تتوسط روسيا بين الرياض ودمشق في محاولة لاستعادة العلاقات القنصلية التي انقطعت في عام 2011. بينما تدرس السعودية دعوة الأسد لحضور قمة جامعة الدول العربية التي ستستضيفها الرياض الشهر المقبل.

إلى جانب السعودية، استأنفت كل من الإمارات العربية المتحدة ومصر وسلطنة عمان والجزائر والأردن العلاقات الدبلوماسية مع الأسد، الذي لا تزال حكومته تخضع لعقوبات أمريكية شديدة.

ويبدو من الواضح أن السعودية تقود عملية التطبيع مع دمشق وهي سوف تقود بالفعل القمة العربية المقبلة في الرياض وتنوي إرسال دعوة إلى الأسد.

وقبل يومين، استضافت السفارة العراقية في العاصمة العُمانية مسقط، اجتماعا حضره سفراء السعودية وإيران وسوريا لدى سلطنة عُمان، وهو الأول من نوعه بين سفراء الدول الأربع.

وجاء ذلك أيضاً  نتاجاً على ما يبدو من عودة العلاقات بين الرياض وطهران، كذلك نتيجة النشاط الصيني في المنطقة منذ أشهر، إلى جانب دخولها كلاعب  وسيط في الحرب الروسية الأوكرانية.

والمسؤولون في الإدارة الأميركية، على الرغم من خططهم المعلنة لإعادة تقييم على العلاقات مع السعودية، لم يبدأوا هذه العملية رسميًا. حسبما جاء في صحيفة بوليتيكو الأمريكية .

وذكرت صحيفة بولوتيكو أن الإدارة الأميركية وعدت بمراجعة العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية، بعد أن وافقت الدول المشاركة في اتفاقية أوبك + في خريف 2022 على خفض إنتاج النفط.

واستاءت السلطات الأمريكية في ذلك الوقت، باعتبار أن قرار أوبك بلس أظهر نوعاً من التنسيق في مجال الطاقة بين السعودية وروسيا التي تواجه عقوبات غربية بعد حربها ضد أوكرانيا منذ أكثر 13 شهر.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى عدم وجود “عواقب أو تحولات” فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين واشنطن والرياض، و”السبب في ذلك هو أن الإدارة لم تبدأ بالفعل مراجعة رسمية”، كما لم تكن هناك بداية هادفة لإعادة التقييم ، ولن تكتمل.”

وكان المتحدث باسم المجلس القومي في البيت الأبيض جون كيربي في كانون الثاني/ يناير، إن الولايات المتحدة تواصل مراجعة علاقتها مع السعودية وسط خلافات حادة أثارها قرار تحالف أوبك + بخفض إنتاج النفط. وقد أيد رئيس الولايات المتحدة جو بايدن مثل هذا التعديل ، على وجه الخصوص.

ويقول تقرير بولوتيكو أيضاً أن إدارة بايدن ليست الآن في حالة مزاجية لاتخاذ إجراءات ضد السعودية، حيث انخفضت أسعار الوقود في الولايات المتحدة، وتم الحفاظ على الهدنة في اليمن، وخصصت الرياض سابقًا مساعدات إنسانية إلى كييف مقابل 400 مليون دولار وتنوي شراء طائرات من شركة الطيران الأمريكية بوينج 37 مليار دولار، متسائلةً “لماذا ستعاقب الرياض وهي تتصرف من أجل المصلحة الوطنية للولايات المتحدة؟

إعداد وتحرير: هوزان زبير