رغم غلاء مواد البناء.. تزايد كبير في الحركة العمرانية في الحسكة

الحسكة – جيندار عبدالقادر / دلسوز يوسف – نورث برس

 

شهدت مدينة الحسكة خلال الأشهر الأربع الماضية نشاطاً تجارياً وحركة عمرانية واسعة في مختلف أحياء المدينة وخاصة تلك التي تتبع لبلديات النواحي الشرقية والغربية في المدينة.

 

إذ ساهمت حركة النزوح لأهالي مناطق رأس العين / سري كانيه وتل أبيض / كري سبي في زيادة هذا النشاط العمراني فضلاً عن تواجد عشرات الآلاف من النازحين من مناطق الرقة ودير الزور خلال فترات متفرقة منذ ثلاثة أعوام، في المدينة، نتيجة المعارك التي دارت بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم "الدولة الإسلامية".

 

ونتيجة الانتهاكات التي مارستها العديد من القوى العسكرية على الأرض كفصائل المعارضة التابعة لتركيا دفعت بنازحي تلك لمناطق الواصلين إلى الحسكة، في التفكير بالاستقرار وشراء العقارات، الأمر الذي ساهم وبشكل كبير في الحركة العمرانية إلى جانب غياب الرقابة الفعالة على المخالفات الحاصلة في البناء رغم ارتفاع أسعار مواد البناء وأجور العاملين، حيث وصلت المواد إلى أكثر من ضعفين بالمقارنة مع أواخر العام المنصرم.

 

هذا وقالت عبير رشيد، مراقبة فنية ومسؤولة عن قسم "رخص البناء" في بلدية الناحية الغربية بالحسكة لـ"نورث برس": إن "المدينة شهدت حركة بناء كبيرة خلال عام 2019 بالإضافة إلى التزايد الكبير في طلبات رخص البناء التي تقدم للبلديات".

 

وأضافت، نظراً لوجود أعداد كبيرة من النازحين وخاصة بعد حركة نزوح أهالي مناطق رأس العين وتل أبيض ووصول الآلاف منهم إلى مدينة الحسكة، رغم ارتفاع أسعار مواد البناء، تم منح نحو /140/ رخصة بناء فيما يخص الأحياء التابعة لقطاع البلدية الغربية خلال عام 2019.

 

وأشارت إلى وجود الكثير من حالات البناء المخالف وصدور مخالفات بحقهم "من خلال قيام الكثير من الأهالي والمتعهدين بالتجاوز على الأملاك العامة والحدائق وعدم ترك وجائب وفق القوانين النافذة، مضيفة قيام الكثيرين ببناء لطابق رابع، والتي كانت مخالفته /100/ ألف ليرة سورية، بعد صدور قرار في آذار من العام المنصرم بإلغاء تراخيص الطابق الرابع ومنح تراخيص لبنائه في فترات سبقت القرار".

 

ولفتت، "هناك فوضى وتجاوزات كثيرة خلال الفترة الماضية، وقيام الكثيرين بالبناء في أيام العطل أو الأعياء والمناسبات أو أثناء انتهاء الدوام الرسمي، وتم إصدار مخالفة تتراوح بين /500/ ألف إلى مليون ليرة فيما يخص ظاهرة الملحقات للطوابق الرابع أو الخامس.

 

من جانبه قال "أحمد الحسين" صاحب أحد الأبنية قيد الإنشاء لــ"نورث برس": إنه "في السابق مثل هذا البناء التي بدأنا بإنشائه ومساحته /350/ متر يكلف نحو /8/ ملايين ليرة سورية، أما في الوقت الحالي سيكلف نحو /35/ مليون".

 

وأشار إلى أنه رغم التهديدات التي تشهدها مناطق شمال وشرقي سوريا وارتفاع أسعار مواد البناء إلا أن الأهالي لايزالون يعملون، مشتكياً من ارتفاع الأسعار "كيس الإسمنت يبلغ نحو /5000/ ليرة سورية، وتضاعف أسعار المواد الاخرى".

 

وأثر الارتفاع الجنوني لسعر الدولار مقابل الليرة السورية التي استمرت بالانهيار مع بداية العام الجاري على مختلف السلع والمواد وخاصة تلك المتعلقة بالبناء، حيث يقول محمود خليل صاحب ورشة بناء أن "حركة البناء جيدة لكن غلاء المواد وارتفاع سعر صرف الدولار أثر بشكل كبير، وبالتالي انخفاض المربح".

 

وأضاف بأن ورشته تتألف من /8/ أشخاص عاملين، وتتراوح أجورهم من /3/ إلى /5/ آلاف ليرة سورية عن يوم واحد للعمل، ويعود ذلك لصعوبة هذه المهنة وندرة اليد العاملة.

 

ولفت أيضاً إلى الارتفاع الجنوني لأسعار الأخشاب ومختلف متطلبات العمل.

رغم الغلاء الكبير في أسعار كامل المواد ومنها مواد البناء، إلا أن طلب الاستقرار دفع بنازحي مناطق شمال شرقي سوريا، والمتواجدين في الحسكة، إلى التوجه لشراء العقارات، ما عاد على المدينة بحركة عمرانية كبيرة.