مخزون السدود للنصف فقط وصيف جاف يهدد زراعة اللاذقية

اللاذقية ـ نورث برس

منطقة الاستقرار الأولى في الأمطار، لم يصل معدل الهطل المطري فيها لهذا العام إلى النصف، وهذا ما جعل ملاءة السدود لا تتجاوز النصف أيضاَ.

نقص الأمطار لهذا العام ينذر محافظة اللاذقية، بموسم جاف وقاس على المزروعات والأشجار، خاصة الأنواع التي لا تقاوم العطش لأكثر من أسبوع.

ومع قلة المتاح من المياه تشير الجهات المعنية إلى أن الري لهذا العام سيكون حسب الأفضلية بين الزراعات، وبما هو متاح من المياه في السدود.

تخزين محدود

تشير إحصاءات الموارد المائية إلى أن نسبة التخزين في السدود الموجودة في محافظة اللاذقية لم تتجاوز حتى تاريخه 65%، من إجمالي التخزين الطبيعي فيها البالغ أكثر من 366 مليون متر مكعب.

وبينت دراسات الموارد المائية أن متوسط الهطل المطري خلال هذا الموسم بلغ 555 ملمتر لكل سد.

وأشارت الموارد المائية إلى أن خطة الري لهذا العام ستكون انتقائية، لأن الهطل المطري لهذا العام أقل من المعدل، وستكون الأولوية للأشجار المثمرة.

هذا الحال أقلق مزارعين في المحافظة، وقال بعضهم لنورث برس، إن مشاكل الري لم تتوقف حتى في السنوات المطرية، فكيف سيكون الحال هذا العام، خاصة بعد حديث الجهات الرسمية عن نقص في المخزون المائي؟

تقول منى علي، من مدينة جبلة لنورث برس، إنهم كل عام يتكلفون أعباء زراعة منتجات بغية تأمين حاجة البيت من الخضار الصيفية كالبندورة والخيار والفليفلة وغيرها، وتجنب شرائها مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرون بها هم وغيرهم.

ولكن “علي” تشدد على أنهم لا يستطيعون الحفاظ على تلك المزروعات حية، إذ أنه بعد قطافها لمرتين وأحياناً قبل أن تبدأ القطاف تموت تلك “السكوبات” أمام أعينهم بعد فشل محاولات تأمين الماء حتى للشرب، لأنهم يعيشون في قرية جبلية، ومياه السن لا تصلهم في بعض الأشهر إلا ساعة أو ساعتين كل 15 يوماً، وهذا يجبرهم على شراء الماء للشرب، ويصبح من غير الممكن شراء الماء لري الخضروات، لأن تكاليفها تصبح أعلى من تكاليف شرائها.

زراعات منزلية

يضيف علي حسن، صاحب بستان حمضيات في اللاذقية، إنه نادراً ما أتيح له استخدام مياه الري بسبب قلة المرات التي تصل فيها من جهة، ووجود بئر في البستان تم فتحه منذ عقود.

ويشدد “حسن” أنه لولا ذلك لماتت أشجار الحمضيات كما حصل عند الكثير من المزارعين الذي اضطروا لاستبدالها بأشجار زيتون حيث تكاليفها أقل، ولا تحتاج للري.

وتحاول الكثير من الأسر في الساحل أن تزرع حاجاتها كحد أدنى من الخضار الصيفية، لأن معظم العائلات لم تعد تستطيع تأمين تكاليف الإنتاج الزراعي، وأصبحوا يكتفون بزراعة منتجات تكفي لحاجات الأسرة فقط.

ولكن حتى هذا الأمر أصبح متعسراً في كثير من الأعوام، تقول سهيلا المشرقي، إن لديهم أكثر من 10 دونمات، كان إنتاجها يؤمن كل حاجيات الأسرة، ولكن بعد الحرب والتحاق أبنائها بالجيش، أكل العشب الأرض، وفشلت كل محاولات إعادة تأهيلها بسبب غلاء تكاليف الفلاحة والبذار وغيرها، الأمر الذي يجعلهم يكررون المحاولات الفاشلة كل عام لزراعة الباذنجان أو أي من الخضار الصيفية، لأن نقص الماء والعشب يأكل المزروعات، حسب قولها.

حلول بديلة

رئيس وحدة إرشادية في المحافظة، قال لنورث برس، إن هنالك الكثير من الخضار المهددة بالعطش هذا العام، لأنها لا تقاوم الجفاف لأكثر من أسبوع  مثل الكوسا، والبندورة، والبازيلاء، والبطاطا الحلوة، والخيار، والفليفلة، في حين يمكن للأشجار المثمرة أن تتحمل العطش لمدة لا تقل عن شهر.

وأشار المصدر في الزراعة إلى أن الجهات المعنية في كل من  وزارة الزراعة والموارد المائية واتحاد الفلاحين، ينسقون لإيجاد حلول بديلة، وقال إن من بين الأفكار المطروحة تأمين مازوت زراعي  للمزارعين، والموافقة على منح تراخيص لحفر الآبار وفق شروط محددة.

ولكن هذا المقترح استهجنه الكثير من المزارعين بتأكيدهم أنهم يعانون حتى من تأمين البذار والأسمدة، فكيف لهم بتكاليف فتح آبار تصل تكاليفها إلى ملايين الليرات؟

ومنطقة الساحل تصنف ضمن منطقة الاستقرار الأولى، والمياه متجددة سنوياً، حسب تأكيد المصدر في الموارد المائية، وبين أن معظم الأراضي يوجد فيها مياه ولو بغزارة منخفضة لكنها لا تقل عن 1-2 إنش، وهذا يكفي لري الخضار وغيرها.

إعداد: ليلى الغريب ـ تحرير: تيسير محمد