“البلدية تهتم بالشوارع الرئيسية فقط”.. أحياءً في الرقة بلا حاويات قمامة
الرقة – نورث برس
يراقب عبد الباسط الشارع المحاذي لمنزله، خشية أن يرمي أحد من جيرانه القمامة فيه، لا سيما أن الأمر يسبب له الكثير من الإزعاجات والمخاوف، في ظل انتشار الأمراض والأوبئة.
يقول عبد الباسط محمد (60عاماً)، وهو من سكان حي المعلمين في الرقة، إن السكان في حيه منذ خمسة أشهر، يلقون قمامتهم أمام منزله لعدم وجود حاوية.
ولعدم تكدسها وانتشار الروائح، يطلب الرجل من جيرانه عدم رمي الأوساخ في الشارع القريب منه، ولكن دون جدوى، فالقمامة تزداد يوماً بعد يوم في ظل غياب الرقابة من قبل البلدية.
ويعاني سكان في الرقة من تراكم الأوساخ وانتشارها في الشوارع الفرعية والأحياء السكنية، بسبب قلة عدد الحاويات فيها وغياب الرقابة وتأخر التنظيف من قبل البلدية، ما يفسّر وجود “نفايات طبية” بالقرب من المشافي.
يقول “محمد” إن البلدية تقوم بالاهتمام فقط بالشوارع الرئيسية والمناطق المحيطة بها، وتترك الأحياء والأزقة الفرعية، مما جعلها عرضة لانتشار الأوساخ وتراكمها “بشكل لا يطاق”.
ويضيف، أن البلدية وضعت حاوية في الحي لمدة يومين فقط، وأزالتها بعد ذلك دون معرفة السبب، فأصبح السكان يلقون قمامتهم في الشارع بشكل عشوائي.
“كتبنا على حائط المنزل أكثر من مرة لعدم رمي الأوساخ هنا، لكن دون فائدة، نتمنى مساعدتنا في هذه المشكلة”، يقول “محمد”.
ويضطر “محمد” في بعض الأحيان لنقل القمامة بنفسه من أمام منزله، إذ أنها تسبب تجمع الحشرات والأوبئة، عدا عن الروائح الكريهة المنبعثة منها.
وفي زقاق آخر بذات الحي، يعيش تركي حمدو (40 عاماً)، يقول إنه اعتاد على رؤية القمامة في كل زاوية من الحي ملقاة بشكل عشوائي.

ويحمّل البلدية المسؤولية، إذ لا يوجد اهتمام من قبلها بخصوص إزالة القمامة من الشوارع، كما أنه لا توجد أي حاوية في الحي أو مكان مخصص لها فأصبح الناس يلقونها في كل مكان، على حد قوله.
ويرى أنه بسبب تغيب أعمال التنظيف والرقابة عن الأحياء السكنية، أصبح الناس يرمون الأوساخ من شبابيك منازلهم لتسقط في الشارع.
وسبّب هذا الأمر أضراراً كثيرة للقاطنين، وخاصة الأطفال بسبب تجمع الحشرات والجراثيم التي تنقل الأمراض، لا سيما أن الصيف على الأبواب، طبقاً لـ “حمدو”.
وإلى وسط المدينة حيث يقيم قاسم العبد الله (63عاماً) بالقرب من المجمع، يشتكي الرجل من المشهد المؤذي للحواس أمام منزله حيث تنتشر القمامة في الشارع.
يرمي السكان وأصحاب المحال المجاورة لمنزل “العبد الله” القمامة بشكل يومي، كلٌ أمام منزله أو محله ليصبح الشارع مكباً من أوله وآخره، يدفعهم لذلك عدم وجود حاوية قريبة.
ويضيف لنورث برس: “الأوساخ بؤرة للجراثيم وانتشار الأوبئة كما أنها منظر غير حضاري، وخاصة أننا مقبلين على فصل الصيف إذا لم يكن هناك نظافة لنحضر أنفسنا للمشافي”
ويطالب “العبد الله” البلدية بوضع حاويات ذات أغطية في الشوارع الفرعية والأحياء، وتنظيم أعمال النظافة، إذ يقوم بعض العاملين بإزالة قسم وترك الكثير منها، على حد قوله.
بينما يعزو عبد السلام إسماعيل، وهو مدير دائرة النظافة في بلدية الشعب بالرقة، انتشار الأوساخ في بعض أحياء المدينة، لوجود عجز لدى دائرة النظافة في الآليات، إضافة إلى كونها معدات قديمة تحتاج إلى صيانة.
ويضيف، أنهم يقدمون الخدمات لكافة المناطق في المدينة في حال جاهزية الآليات اللازمة.
ويرى أن أحد أسباب انتشار القمامة هو قلة الوعي لدى السكان في الأحياء التنظيمية، إذ يقومون برمي القمامة من شرفات المنازل وبجانب الحاويات بشكل عشوائي، على حد وصفه.
وطالب مدير دائرة النظافة في بلدية الرقة السكان بالالتزام في أوقات محددة لرمي النفايات، ووضع القمامة في أكياس محكمة الإغلاق، ورميها ضمن الأماكن المناسبة.
وفي الوقت الذي تتقاذف المسؤولية بين السكان والبلدية، تتوسع تجمعات القمامة بين الإهمال وقلة الوعي ونقص الإمكانيات والآليات.