أصحاب مهن في منبج تعيق عملهم أسعار الأمبيرات التجارية وغلاء المحروقات

منبج – نورث برس

يسابق جاسم الزمن لإنجاز أكبر قدر من العمل في محله الخاص بالتصوير وطباعة الأوراق، ويحاول استثمار كهرباء “الأمبيرات” حتى لا يحتاج إلى تشغيل مولدة الكهرباء التي تعمل على البنزين، وتسبب إزعاجات بصوتها ورائحة الدخان التي تنبعث منها.

جاسم الصادق (45 عاماً)، وهو من سكان منبج، شمالي سوريا، ولديه محلاً للتصوير والطباعة، يقول إنه يعاني من ارتفاع سعر الأمبيرات، وكذلك المحروقات التي يشتريها للمولدة.

في كل مرة يحاول الرجل إنجاز أعماله، والذهاب إلى المنزل حين تتوقف كهرباء الأمبيرات، ويضطر لذلك هرباً من الضجيج، وتخفيفاً للتكاليف، خاصة أن كهرباء “الأمبيرات” تتوقف ساعة للراحة، لذا يجدها فرصة للراحة أيضاً.

ويعاني أصحاب مهن في منبج يتطلب عملهم كهرباء مستمرة، من غلاء سعر الأمبيرات التجارية والتي تجاوز سعر 6 آلاف ليرة، وارتفاع سعر المحروقات حيث وصل سعر ليتر البنزين إلى 3 آلاف ليرة.

ويتوقف المصور عن العمل في حال توقف الكهرباء، لتعلق مهنته بتواجد الكهرباء المستمر في المحل، إذ يحتاجها لتشغيل الكمبيوتر الخاص بعمله والطابعة والكاميرا.

ويطالب “الصادق”، بتخفيض تسعيرة الأمبيرات لأصحاب المهن التي يتطلب عملهم الكهرباء المستمرة، وذلك بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشونها.

ويشتكي أحمد العلي (39 عاماً)، وهو من سكان مدينة منبج، ولديه محل لصنع القهوة سريعة التحضير وبيعها، من غلاء سعر الأمبيرات التجارية والذي تجاوز سعره الـ 6000 ليرة.

ويشترك الرجل بـ 13 أمبير تجاري، لأن “مكنته” تحتاج إلى 10 أمبير للعمل، وثلاث أمبير للمحل، لذلك يدفع نحو 75 ألف ليرة للأمبير التجاري، ويقول بلهجته العامية “نحن عم نشتغل للأمبير. الله يكون بعونا”.

وفي الأول من آذار/ مارس الجاري، أوقفت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، تشغيل سد تشرين على نهر الفرات في منبج، شمالي سوريا، بسبب انخفاض حاد في الوارد المائي من تركيا.

ويضطر “العلي” لتشغيل المولدة الخاصة بمحله للعمل عليها، ويشتري البنزين من السوق السوداء بسعر يصل على 3 آلاف ليرة، وذلك بسبب عدم توفر المحروقات لهم كأصحاب مهن.

وطالب الرجل، الجهات المعنية، بتخفيف سعر الأمبير، على أصحاب المهن التي يتطلب عملهم الكهرباء المستمر.

وتأثرت كل من منبج وكوباني والرقة بالإضافة لمناطق تسيطر عليها قوات حكومة دمشق، بتوقف العمل في السد، وما تسبب به من انقطاع الكهرباء على سكان تلك المناطق.

بينما يدفع أحمد العبو (38 عاماً)، من سكان منبج، أجور الأمبير بالدولار في محله لنجارة البلاستيك، أي كل أمبير واحد يساوي سعر صرف الدولار الواحد في السوق السوداء.

وتواصل الليرة السورية انهيارها، إذ لامست حاجز 8 آلاف منتصف الشهر الفائت، لتعاود التعافي والهبوط، في تذبذب مستمر في سعر الصرف، الذي يقارب 7700ليرة للدولار الواحد.

ويعمل “العبو” في مهنة نجارة البلاستيك، لذا سحب ما يقارب الـ 30 أمبيراً لمحله، ويحتاج لـ 30دولار شهرياً لسداد اشتراكه.

ويشتكى من تحكم أصحاب مولدات الأمبيرات في سوق منبج بأصحاب المهن، وعدم الاكتراث لشكاويهم المستمرة لشركة الكهرباء ومكتب الأمبيرات في منبج.

ويزيد سعر الأمبيرات على “العبو”، من التكاليف الباهظة التي يضعها أثناء عمله من أجرة المحل وأجور العمال، وكمية المحروقات الغير كافية لتشغيل المولدة بشكل مستمر وأسعار المحروقات المرتفعة، مما يسبب له مشكلة في ضل الركود التي تشهده أسواق المدينة والعمل الضعيف.

من جهته يقول محلي البكو، رئيس مكتب الأمبيرات في منبج، لنورث برس، إن سعر الأمبير التجاري محدد بـ 4500 ليرة للأمبير الواحد، و1500 ليرة للأمبير المنزلي.

ويشير إلى أنهم في مكتب الأمبيرات لديهم جولات مستمرة على محركات الأمبيرات للنظر بوضع التشغيل، وأنه في حال وجود أي مخالفة من جهة التشغيل أو زيادة التسعيرة تتم مخالفته.

وتمت مخالفة 4 مستثمرين كونهم لم يلتزموا بالتسعيرة المحددة من قبل مكتب الأمبيرات في منبج، وفقاً لـ “البكو”.

ويضيف: “بالنسبة للمحلات وأصحاب المهن، فإن تسعيرات الأمبيرات واحدة في منبج، ولا يوجد تمييز بين السكان وأصحاب المهن”.

ويقول: “بالنسبة لأصحاب المهن فإن مديرية الصناعة في منبج تقدم لهم مازوتاً خاصاً بمولداتهم، وتحدد لهم الكمية بحسب محلاتهم ومنشأتهم”.

إعداد: فادي الحسين – تحرير: أحمد عثمان