النازحون من بلدة قسطون بسهل الغاب يعودون إلى أماكنهم بعد الهدوء النسبي الذي تشهده محافظة حماة

 

حماة – نورث برس
 

عادت أكثر من /400/ عائلة من العوائل النازحة إلى منازلهم في سهل الغاب بريف حماة الغربي، بعد الهدوء النسبي الذي تشهده المنطقة منذ أواخر عام 2019 الفائت.
 

وقال رئيس المجلس المحلي لبلدة قسطون مهند النعسان لـ "نورث برس"، إن أكثر من /400/ عائلة عادت مؤخراً إلى بلدة قسطون بسهل الغاب، من بينهم عشرات العوائل النازحة من القرى المجاورة لقسطون، لافتاً إلى أن العودة لا تزال مستمرة من مخيمات الشمال السوري وريف إدلب.

 

وأضاف النعسان أن ضعف الخدمات وانعدام كثير منها وانتشار الدمار والركام يحول دون عودة كامل النازحين إلى البلدة، إذ إن الأهالي ينتظرون تأمين احتياجاتهم للعودة، مشيراً إلى أن العودة اقتصرت في الوقت الحالي على العوائل التي تعتمد على الزراعة كمصدر رزق وحيد، وهذا حال /80/ بالمئة من سكان المنطقة.

 

ووفق النعسان فإن البلدة لم تشهد أي التفاتة من قبل المنظمات الإنسانية أو الجمعيات الخيرية حتى اليوم بحجة أن المنطقة قريبة من خطوط النار، ما يجعل البلدة بدون خدمات حيث أن أقرب نقطة طبية تبعد عن البلدة نحو /30/ كم، ويوجد في البلدة مدرسة واحدة ويعمل كادرها بشكل تطوعي منذ بداية العام الدراسي الحالي.

 

وأشار النعسان إلى أن معظم سكان بلدة قسطون يعملون في مجال الزراعة، والتي تراجعت بشكل كبير في الآونة الأخيرة نتيجة الأعمال العسكرية الأخيرة على المنطقة، بالإضافة لغلاء المحروقات ومواد الزراعة الأساسية، فضلاً عن تخوف الأهالي من حرق مواسمهم عند اقتراب حصادها، مبيناً أن /70/ بالمئة من سكان سهل الغاب لم يستفيدوا من مواسمهم نتيجة احتراقها بسبب الأعمال العسكرية.

 

أحد سكان البلدة ويدعى أبو خالد يقول لـ "نورث برس: "نزحنا من البلدة قبل عدة شهور نتيجة الأعمال العسكرية التي شهدتها المنطقة، وخسرنا مواسمنا وأراضينا من قمح و شعير إثر احتراقها بسبب المعارك المستمرة ولم نستفد منها بشيء،

ويضيف، "أما اليوم وبعد الهدوء النسبي الذي تشهده البلدة قررت وعائلتي العودة لديارها بعد معاناة كبيرة في مخيمات النزوح، بدأنا قبل أيام بحراثة الأرض وزراعتها بالقمح والشعير بالرغم من مخاوفنا من تكرار ما حدث في العام الماضي".

 

يؤكد أبو خالد أن الزراعة مصدر رزقه الوحيد، وهو يعيش على ما تنتجه هذه الأرض، لافتاً إلى أن أطفاله الأربعة بدون تعليم اليوم بسبب خوفه من استهداف المدرسة كما حصل في السنوات السابقة، إذ قام بتعليمهم مهناً عدةً مثل الحدادة والصيانة عوضاً عن التعليم، وأرجع ذلك أيضاً إلى عدم اعتراف أحدٍ بالوثائق الدراسية التي تصدر عن المدارس في المناطق المحرّرة، إذ إن شهادة التعليم الأساسي في إدلب لا يُعترف عليها في عفرين أو اعزاز أو مناطق سيطرة قوات النظام السوري.

 

أمّا جابر أبو علي أحد النازحين في المنطقة وهو من أبناء بلدة الشريعة التي تسيطر عليها قوات الحكومة السورية، يقول لـ "نورث برس" إن تربية الأغنام مهنة ورثها من والده وهي أيضا مصدر رزقه الوحيد، حيث أنه عاد إلى سهل الغاب بسبب توفر المرعى والمكان المناسب لأغنامه، لافتاً إلى أن الشمال السوري لا يوجد به مكان مناسب للرعي، خصوصاً أن المنطقة شجرية.

 

بدوره ناشد رئيس مجلس قسطون مهند النعسان المنظمات الانسانية بالنظر إلى هذه البلدة المنسيّة وأهاليها الفقراء البسطاء، والذين لم يلقوا أي دعم من أي منظمة حتى اليوم، كما وطالب بضرورة تقديم مشاريع زراعية وحيوانية لسكان المنطقة.