القصف الإسرائيلي على سوريا.. تصعيد كبير وسط أزمات داخلية وتهديدات إقليمية

غرفة الأخبار – نورث برس

صعّدت إسرائيل قصفها على نقاط سورية أغلبها تابعة لإيران أو فصائل تابعة لها في الآونة الأخيرة، ويأتي ذلك وسط أزمة سياسة داخلية وصلت إلى حد التصويت على حجب  الثقة عن الحكومة الإسرائيلية، إضافة إلى التهديد الإيراني المستمر لها وسط تقارب إيراني عربي.

وفجر أمس الأحد، استهدف قصف إسرائيلي قواعد جوية في حمص وسط سوريا، وقالت مصادر غربية إنه لأماكن تواجد إيرانيين، وهو القصف الإسرائيلي الثالث منذ فجر الجمعة الفائت.

وفي الآونة الأخيرة، شهدت مناطق إسرائيلية عدة احتجاجات كبيرة حيث أغلق المحتجون الطرق المؤدية إلى مطار بن غوريون في تل أبيب ضمن تحركات أسموها “مقاومة الدكتاتورية” وذلك رفضاً لمشروع الحكومة لتعديل النظام القضائي.

وتأتي هذه الأزمة الداخلية تزامناً مع تصعيد إسرائيلي ضد الفلسطينيين وسط دعوات أميركية وغربية للتهدئة.

وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القصف “يتعلق برسائل إقليمية لإيران، بالإضافة إلى رسائل للداخل الإسرائيلي بأن لديهم عدو يتربص بإسرائيل”.

وأضاف لنورث برس أنه “من الواضح أن الأمر لا يتعلق فقط بنقل السلاح وتخزينه في الأراضي السورية، لأن السلاح أساساً مخزن داخل بكميات داخلها”.

وأمس الأحد، قتل مستشار عسكري ثاني للحرس الثوري الإيراني في سوريا، متأثراً بجراحه في الضربة الإسرائيلية التي استهدفت أطراف دمشق، فجر الجمعة الفائت بعد إعلانها مقتل مستشار لها في حينها.

والجمعة الماضية، أعلن الحرس الثوري الإيراني مقتل أحد مستشاريه في القصف الإسرائيلي الذي استهدف محيط العاصمة السورية دمشق.

وفجر ذات اليوم، أعلنت وسائل إعلام حكومية إن دفاعاتها الجوية تصدت “لصواريخ العدوان الإسرائيلي على دمشق” ثم ذكرت وسائل الإعلام الحكومية أن “خمسة عسكريين أصيبوا في القصف الإسرائيلي”.

وفجر الخميس الماضي، استهدف قصف إسرائيلي آخر محيط العاصمة دمشق، وقالت صفحات معارضة إن القصف استهدف مقرات ومستودعات سرية إيرانية في منطقة كفرسوسة وحي الميدان داخل العاصمة دمشق، ثم أعلنت مصادر حكومية إصابة عنصرين لها في القصف.

وبين مدير المرصد السوري في تصريحه لنورث برس، أن “استهداف ضباط الحرس الثوري الإيراني جاء من باب محاولة جر إيران لاستهداف إسرائيل والدخول في اشتباك مباشرٍ مع إسرائيل”.

وأضاف أن القصف هو “رسائل إقليمية لإيران أكثر من أن تكون للنظام”.

وفي العاشر من آذار/ مارس الفائت، أعلنت إيران والسعوديّة استئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ سنوات، خلال شهرين مقبلين، إثر مفاوضات استضافتها الصين.

ونهاية الشهر ذاته، أعلنت الرياض وطهران عزمهما عقد اجتماع على مستوى وزارتي الخارجية قبل نهاية شهر رمضان الجاري. وذلك في إطار تطوير اتفاقية المصالحة التاريخية التي جرت بينهما مؤخراً.

ويقول عبدالرحمن أنه من الممكن أن يكون القصف “رسالة للتقارب الإيراني العربي”.

وبيّن أن القصف ليس جديداً وأن إيران لن تنسحب من سوريا بسبب القصف، لأنه في 2020عام كان هناك تصعيد في الغارات وكذلك في أعوم 2021 و2022 و2023 “أي أن التصعيد مستمر من قبل الإسرائيليين على سوريا وليس جديداً”.

وقال عبدالرحمن: “إيران لن تنسحب من سوريا إلا بتوافق سوري سوري، أي الحل السوري هو الذي سيخرج إيران وكافة قوى الاحتلال من البلاد”.

إعداد وتحرير: محمد القاضي