بيت بلا إكساء لامرأة مهجّرة وأطفالها الثلاثة في دمشق

دمشق – نورث برس

 

حالة إنسانية لأم مهجّرة من داريا وثلاثة أطفال، يعيشون في بيت بغير إكساء يفتقر لأبسط مقومات الحياة في مدينة الكسوة بدمشق، ليس لها معيل وتعيش على المعونات وتعاني لتأمين آجار البيت  ورعاية أطفالها الثلاثة بسبب فقرها وضيق حالها.

 

كانت المواطنة ميساء حمادة المهجّرة من مدينة داريا بريف دمشق ،أطلقت منذ فترة  نداء استغاثة عبر "الفيس بوك" طلبت فيه المساعدة، وذلك لعدم قدرتها على تأمين متطلبات العيش لأولادها الثلاثة (محمد وحمزة وديمة).

 

حيث تسكن السيدة في مدينة الكسوة (حوالي /20/ كيلومتر جنوب العاصمة دمشق)  في بيت غير مكسي تغطي جدرانه الأغطية المقدمة كمعونات من المنظمات الأممية، وفيه أثاث محطم وبعض الوسائد.

 

أفادت السيدة حماده في حديثها لـ"نورث برس"، بأنه "قتل زوجي أثناء اشتباك في داريا بينما كان يؤمن حاجيات المنزل منذ /7/ سنوات، وبعدها هجرنا من داريا وتنقلت مع أولادي في عدة بيوت وأخيراً انتهينا بهذا البيت".

 

وفيما يخص كيفية تدبير آجار البيت قالت: "كنت أتلقى دعماً من عدة جمعيات وكان الدعم يكفي، ولكن الآن وبعد أن صدر قرار بأن نتلقى الدعم من جمعية واحدة فقط أصبحت الأمور صعبة للغاية، فالجمعية لا تعطيني سوى /20/ ألف ليرة  وسلةً غذائية،  وأجرة البيت /25/ ألف ليرة  وأنا محتارة بأمري ماذا أفعل".

 

كذلك يعاني الأطفال الثلاثة من النحافة والشحوب واضح عليهم، إضافة الى أن أكبرهم (محمد) يعاني من ارتخاء في الأعصاب يجعله بحاجة إلى عناية خاصة، تقول السيدة حماده: "قبل أن أنتقل للعيش في هذا البيت كنت قد وضعته في مركز خاص للرعاية ولكنني لم أعد أستطيع تحمل تكاليف المركز،  إضافة إلى أننا انتقلنا إلى مدينة الكسوة ولا يوجد فيها أي مركز متخصص بهذه الحالة".

 

وأضافت أنها تأمل أن تحصل على مساعدة لإعادة ترميم بيتها في داريا فهذا الأمر سيخفف من متاعبها، تقول: "البيت يحتاج إلى إعادة بناء لأحد جدرانه كما أنه يحتاج إلى أبواب ونوافذ وأستطيع أن أعيش فيه إذا تم إصلاحه ولو بهذه الصورة  فعلى الأقل أتخلص من دفع الأجرة الشهرية التي تنهكني  لقاء السكن في بيت لا يصلح للسكن أصلاً".

 

وقالت السيدة أنها رغم المصاعب، فلا تزال حريصة أن يستمر أولادها بالذهاب إلى المدرسة إلا أنها لم تستطع أن تمنع عنهم معاناة البرد والجوع والسكن المُتعب بسبب حالة البيت المتردية فالمرافق بدائية والمطبخ بلا رفوف ولا نوافذ. إضافة أن البيت مليء بالفئران ما أجبر السيدة حماده على تربية قطة لمعالجة المشكلة رغم صعوبة حالها ورغم خوفها من القطط.

 

والجدير بالذكر، أن مدينة دمشق فيها الكثير من الحالات المشابهة لحالة السيدة حماده نتيجة أعداد المهجرين الكبيرة  وحركة النزوح التي بدأت مع بداية الحرب  ومازالت مشكلة قائمة وبدون حلول.