أطراف سورية متعددة تتفق على عدم التطبيع مع دمشق

الرقة – نورث برس

منذ كارثة الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا في السادس من شباط/ فبراير الماضي، بدأ التوافد العربي إلى سوريا، بعد عزلة استمرت لسنوات، وبدأت علاقات الحكومة السورية مع الدول العربية تعود تدريجياً.

استطاعت حكومة دمشق كسر العزلة التي فرضها العرب منذ 2011، حين جمدت الدول العربية عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، بعد مماطلة “النظام” بدخول مراقبين عرب إلى سوريا وسحب الجيش من المدن.

لكن الأمر تغير بعد الزلزال، إذ أن توافقاً عربياً ضمن مبادرة عربية، على عدم ترك سوريا ساحة صراعات للقوى الإقليمية كإيران وتركيا، رغم صعوبة إبعاد إيران عن سوريا، وطرحت الدول العربية المبادرة الأردنية القائمة على أساس القرار الأممي 2254، مع تنفيذ كل من الدول العربية مصالحها على حدى، وخوف الدول العربية من إبقاء الوضع على ما هو عليه في سوريا دفعها للتطبيع، وكان آخرها السعودية.

بالتزامن مع التطورات المتسارعة في ملف التطبيع والانفتاح العربي على دمشق، دعا الائتلاف السوري المعارض الموالي لتركيا، إلى محاسبة “نظام الأسد”، عبر بيان، قال فيه، إن “منظومة الأسد الإجرامية، مارست كل أنواع الجرائم بحق السوريين، ذبحاً بالسكاكين ورمياً بالرصاص وقصفاً بالمدافع والبراميل والطائرات وخنقاً بالأسلحة الكيماوية”.

وتأتي دعوة الائتلاف بالتزامن مع ما يشهده ملف التطبيع بين أنقرة ودمشق من تحركات، وسط تواصل المساعي الروسية التي تحدثت عن “اجتماع وشيك” لنواب وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران وسوريا.

وطالب الائتلاف بالإسراع في فتح ملف المحاسبة الدولية والمحاكمة العادلة للمجرمين، انتصاراً للعدالة وإنهاءً لمأساة السوريين.

كما تزامنت مطالب المعارضة هذه مع الانفتاح العربي غير المعهود على دمشق، ومؤخراً تداولت أنباء حول مساعٍ سعودية سورية لإعادة فتح قنصلية البلدين بعد أعوام من القطيعة.

ومطلع الشهر الجاري، وخلال الفترة الماضية كثفت دول عربية من زيارتها لدمشق، كما زار الرئيس السوري بشار الأسد سلطنة عمان والإمارات.

هذا التقارب العربي مع “النظام” يراه سياسيون مقربون من الإدارة الذاتية، أنه لن يأتي بثمار إن لم “يغير  النظام عقليته القديمة”، وما دفع العرب للتوجه إليه هو “فشل المعارضة في استقطاب الأطراف العربية”.

ويقول إبراهيم القفطان، عضو المجلس العام لحزب سوريا المستقبل، إن “التقارب العربي مع النظام السوري لن يأتي بثمار”، لا سيما أن دور الدول العربية لم يكن إيجابياً على مدى 12 عاماً، لكنها كانت تعول على المعارضة.

ويضيف لنورث برس، أن “المعارضة لم تفلح أيضاً باستقطاب الأطراف الإقليمية، لذلك بدأت الدول العربية بالعودة للنظام السوري”.

التقارب العربي بوتيرته المتسارعة، دفع مسؤولين كبار سابقين وناشطين سوريين لتوجيه رسالة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن تدعوه إلى اتخاذ سياسة جديدة فعالة في سوريا، بما في ذلك عدم التطبيع مع دمشق وتوحيد الجهود ضد “النظام السوري”.

وبحسب مواقع إعلامية إن أكثر من 40 من كبار المسؤولين السابقين في الولايات المتحدة وللمرة الأولى وقعوا على الرسالة الموجهة لبايدن لحث إدارته على “مواجهة التطبيع مع نظام الأسد بالأفعال لا بالأقوال”.

والرسالة تشدد على أن ”معارضة تطبيع النظام بالكلام فقط لا تكفي”، معربة عن مخاوف بشأن نهج إدارة بايدن تجاه سوريا، حسب وسائل إعلام.

واعتبرت الرسالة أن التطبيع الإقليمي مع الأسد، “يقوض قدرة المجتمع الدولي على تشكيل عملية سياسية تهدف إلى حل الأزمة بشكل هادف”، وتشجع الرسالة على تطوير التعاون والترابط بين الشمال الغربي والشمال الشرقي من سوريا.

إلى ذلك يقول موفق الأحمد الناطق باسم حزب سوريا المستقبل، إن التطبيع بين حكومة دمشق والدول العربية يؤثر سلباً ليس فقط على الإدارة الذاتية بل على كل الأطراف السورية.

ويضيف في تصريح لنورث برس، أن أي تطبيع خارج حل الأزمة السورية حلاً جذرياً وتوافق باقي الأطراف دونما تهميش أي طرف سيكون “كمن يطفئ النار بمواد مشتعلة”.

ويرى “الأحمد” أن أي تطبيع خارج نطاق هذه القرارات القرارات الأممية ذات الصلة والقرار 2254، ومشاركة جميع الأطراف السورية في إيجاد حل للأزمة السورية هو “تطبيع مكسور الجناح”.

ويقول إن الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية (مسد) دعت المعارضة السورية في الداخل والخارج من أجل الحوار والالتقاء بقواسم مشتركة دون إقصاء أي طرف أو تهميشه.

إعداد وتحرير: أحمد عثمان