نزح محمولاً على الأكتاف ليصارع الشتاء في فراشه بمخيم “تل السمن”

الرقة – أحمد الحسن – نورث برس

وراء إحدى الخيم في شمالي سوريا، يستلقي رجلٌ عجوز على فراشه، متدثراً بغطاءين سميكين بجانب المدفأ من شدّة برد الشتاء", تجلس زوجته العجوز وولده بجانب فراشه يشكون معاناتهم في نهاية مسيرة نزوحهم.

يرتسم على وجه المسنة، المنقوش بالوشم (الطريقة التقليدية لزينة النساء) الشقاء والعذاب والتعب وهي تنتظر العودة إلى ديارها والخروج من خيم النزوح.

مأساة تختزلها آثار الحرب السورية التي أودت بضعاف الحال ومازالت تقدمهم ضحايا للظروف الصعبة.

طارق إبراهيم العلي نجل العجوز الذي يسكن مخيم "تل السمن" المخصص لنازحي تل أبيض/ كري سبي, يتحدث لـ"نورث برس" عن معاناتهم مع النزوح من منازلهم نتيجة العملية التي شنتها القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها على مناطقهم بريف تل أبيض.

يقول العلي إننا من قرية كندال غربي تل أبيض/ كري سبي. في بداية قصف القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها، على منطقتنا، كنت مع والدي ووالدتي العجوزان اللذان لا يستطيعان السير على أقدامهم لكبرهم في السن.

ويضيف، عندما بدأ القصف لم يبق أحد في القرية إلا نحن الثلاثة, لأنني لا أستطيع أن أحمل والدي كونه لا يتحرك من فراشه لكبر سنه وشدة مرضه.

يتابع العلي, بعد أن أشتدّ القصف أخبرت أحد معارفنا من قرية كورتك جنوب شرقي كوباني, عن حالنا، والذي بدوره جاء وأخرجنا من القرية لنبقى في منزله إلى أن ننتقل من هناك إلى قرية توقلي شمال غربي الرقة، وتنتهي بنا مسيرة النزوح من منزل لمنزل إلى مخيم "تل السمن" شمالي الرقة.

وكل ما استطاعوا الحصول عليه في مخيم "تل السمن"، كان عبارة عن خيمة صغيرة، تحوي مستلزمات بسيطة، لرجل وامرأة مسنين، وابنهما وأطفاله الصغار، دون أن يكترث لحالة الرجل العجوز الذي أثقل كبر العمر والمرض كاهله حتى احتاج لسرير "مفقود" ليعينه على الحركة.

ويوماً بعد يوم تزداد معاناة آلاف النازحين السوريين في مخيمات النزوح في الشمال السوري، حيث تفاقمت المعاناة خلال فصل الشتاء نتيجة البرد وهطول الأمطار، إذ تسببت الأمطار الغزيرة المترافقة مع رياح شديدة باقتلاع عشرات الخيم، وترك أصحابها بدون مأوى أو ملاذ يقي أطفالهم وكبارهم البرد القارس، كما تتسبب الأوحال بإعاقة التنقل بين الخيم، إضافة للسيول الجارفة وتجمع مستنقعات كبيرة داخل المخيمات تسببت بغرق الخيم في المناطق المنخفضة.

ويسكن في مخيم تل السمن /35/ كم شمالي الرقة، حوالي /210/ عائلة بعدد أفراد /1080/ شخصاً. بحسب ما أفاد، محمد شيخ علي لـ"نورث برس", أمس الثلاثاء.