برنامج تطوعي لمساعدة العوائل الفقيرة في الرقة

الرقة- مصطفى الخليل- نورث برس

أطلقت بلدية الشعب في الرقة منذ ثلاثة أشهر برنامج الدعم المجتمعي ومن ضمنه "صندوق أهل الخير" الذي يهدف لتقديم رواتب شهرية للعائلات الفقيرة بحسب عدد أفراد الأسرة.

ويبلغ أقل راتب تحصل عليه العوائل الفقيرة /25/ ألف ليرة سورية, إضافة لتقديم المساعدات الغذائية واللباس وتأمين الحليب للأطفال ومادة المازوت في فصل الشتاء, فضلاَ عن تقديم مصاريف العلاج اللازم للحالات المرضية وتأمين سفر بالمجان لمن هم بحاجة للعلاج خارج الرقة.

وبلغ عدد العائلات المستفيدة من برنامج الدعم المجتمعي في الرقة حتى ساعة إعداد التقرير، أكثر من/300/ عائلة, فيما يتغاضى القائمون على البرنامج عن وجود إثباتات شخصية لمن هم بحاجة للمساعدات وذلك مراعاة لظروف العائلات والأسر النازحة أو من أهالي الرقة، بسبب فقدان هذه الإثباتات.

 

"تقديم الخبز مجاناً"

وفي هذا السياق أوضح رئيس دائرة التموين والأفران في بلدية الشعب في الرقة مصطفى بوزان لـ"نورث برس" أنه من ضمن المساعدات التي تقدم ضمن برنامج الدعم المجتمعي توزيع مادة الخبز للمحتاجين "مجاناً" بحسب عدد أفراد العائلة وذلك من بطاقات مخصصة.

متابعاً، أنهم يقومون بتقديم المساعدات للعوائل الفقيرة والمحتاجة والتي لا معين لها في الرقة، والتي عانت كثيراً نتيجة الحروب, على حد قوله.

من جهتها بيّنت الإدارية في مكتب المرأة في بلدية الشعب بالرقة، عواطف العيسى، أن برنامج الدعم المجتمعي انطلق "كون البلدية مؤسسة خدمية وعلى تماس مباشر مع كافة الفئات الاجتماعية في الرقة", على حد تعبيرها.

وأضافت العيسى أنهم لاحظوا وجود العديد من العوائل الفقيرة في مدينة الرقة نتيجة الحروب, منوهة إلى أنهم قاموا بالتنسيق مع مكتبي العلاقات العامة والمرأة في بلدية الشعب في الرقة، ومع العديد من المتبرعين وعلى رأسهم أصحاب مولدات "الأمبيرات", بجمع مبالغ مالية وتبرعات عينية وتقديمها للمحتاجين.

 

 زيارات دورية

هذا وتم تشكيل لجنة من أصحاب مولدات "الأمبيرات" ومن مكتبي العلاقات والمرأة وتخصيص مكتب ضمن البلدية، حيث يقوم المواطن الذي يحتاج للمساعدة بتسجيل اسمه وعنوانه في البلدية، لتقوم اللجنة بزيارته لمنزله وتقيم وضعه المادي والمعيشي.

وفي هذا السياق أشارت الإدارية في مكتب المرأة في بلدية الشعب بالرقة, إلى أنهم يقومون بزيارات دورية لهذه الأسر على مدار يومين في كل أسبوع، وأنهم قاموا بالتنسيق مع كراج "البولمان" في الرقة لتأمين السفر ومصاريفه لمن يتعذر علاجه في الرقة.

وخلال هذه الفترة قام أحد الأشخاص في الرقة بالتبرع بمبلغ /400/ ألف ليرة سورية, حيث قامت اللجنة بالتنسيق مع مؤسسة "سادكوب" وشراء مادة المازوت لأكثر من خمسين عائلة بعد أن تعاونت معهم المؤسسة بمنحهم إياها بمبلغ منخفض، بحسب عواطف العيسى.

وقالت العيسى إنه "نتيجة الفقر الذي سببته الحرب وجدنا العديد من أطفال هذه العوائل أصبحوا متسولين منقطعين عن الدراسة، أو أنهم يعملون بمهن لا تتناسب مع أعمارهم وذلك لتأمين مصاريف عائلاتهم", مضيفة، إن ذلك يؤدي إلى الإضرار بالمجتمع.

كذلك بيّنت العيسى أن هدف برنامج الدعم المجتمعي "حماية أفراد المجتمع من التسول والفقر والتخلف", منوهة إلى أنه في بداية عملهم في برنامج الدعم المجتمعي كانت المبالغ المالية التي يقومون بجمعها من المتبرعين "بسيطة للغاية", على حد تعبيرها.

وبعد أن حظي هذا البرنامج بالمصداقية وأخذ صدى في الرقة, حيث وصلت مبالغ جيدة من المتبرعين, استطاعت البلدية من خلالها تأمين مستلزمات فصل الشتاء للعديد من العوائل فبعضهم لا يوجد لديه فراش ينام عليه، أو نوافذ أو أبواب تحميهم من برد الشتاء.

وبحسب العيسى فإن العديد من العوائل الفقيرة في الرقة لم تستفد من المساعدات التي تقوم منظمات المجتمع المدني في الرقة بتقديمها, بسبب آلية عملها التي تقوم على ضرورة وجود إثباتات شخصية، مما حرم الكثير من الفقراء من المساعدات, في حين أن برنامج الدعم المجتمعي لا يشترط وجود إثباتات شخصية لمن هم بحاجة للمساعدة، ويقدم مساعداته بغض النظر عما إذا كان المحتاج من الرقة أو من العوائل النازحة إليها, وفق ما أكدته عواطف العيسى.