كوباني.. الدوريات الروسية ـ التركية تراقب المنطقة وتخلق حالة لا استقرار
كوباني – نورث برس
يتساءل ولات، عن أهداف الدوريات التركية الروسية المشتركة التي تسيّر كل أسبوع في كوباني، منذ سنوات، مع استمرار القصف التركي على المدينة وأريافها بين الفينة والأخرى.
يرى ولات محمد محمد (35عاماً) الذي ينحدر من قرية قره اللاصقة بالحدود السورية – التركية 25 كم شرقي كوباني، أن تركيا تريد من خلال الدوريات داخل الأراضي السورية توجيه رسالة للسوريين بأنها “ستتدخل بشأنهم رغماً عنهم”.
يقول الرجل إن دخول القوات التركية داخل الأراضي السورية مثل “مسمار جحا” كي تتدخل مستقبلاً بعمل عسكري، وتبين أن المنطقة غير مستقرة أمنياً.
الدوريات
في الثالث والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2019، أعلنت موسكو وأنقرة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، مقابل ابتعاد قوات سوريا الديمقراطية 30 كم عن الحدود السورية- التركية.
وبدأ الجانبان الروسي والتركي بتسيير دورية مشتركة واحدة كل أسبوع بالتناوب بين ريفي كوباني الشرقي والغربي، منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2019.
ومنذ ذلك التاريخ وإلى اليوم، سير الجانبان 131 دورية في ريفي كوباني الشرقي والغربي.
ووجهت أول دورية برفض من سكان المنطقة لدخول المدرعات التركية للأراضي السورية والتي غالباً ما كانت تتعرض لهجمات وضرب بالحجارة واعتراضه.
ورغم استمرار الدوريات إلا أن تركيا لا تزال تستهدف كوباني وأريافها، عبر طائرات بدون طيار أو مدفعية أو طيران حربي.
وفي السادس عشر من آب\اغسطس الفائت، فقد طفل حياته وأصيب ثلاثة آخرون نتيجة قصف المدفعية التركية لمركز مدينة كوباني.
وخلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، صعدت القوات التركية قصفها الجوي والبري على مناطق بشمالي سوريا من بينها كوباني، أسفر عن فقدان 13 مدنياً ومقاتلاً في قوات سوريا الديمقراطية حياتهم، إضافة إلى 13 جندياً في القوات الحكومية وإصابة 7 آخرين بجروح.
أقرأ ايضاً: https://npasyria.com/118459/
تحت المجهر
منذ اجتياح تركيا لسري كانيه وتل أبيض في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، تتعرض مدينة كوباني بين الفينة والأخرى لقصف تركي سواءً عبر طائرات مسيرة أو حربية أو مدفعية ثقيلة. ولا تفارق الطائرات المسيرة سماء المدينة بقصد مراقبة المنطقة.
وفي آب/ أغسطس الماضي بلغت حصيلة الضحايا لعام 2022، عشرة أطفال منهم طفل فقد حياته، وأصيب تسعة آخرون، بينهم طفل بترت ساقه في ريف كوباني الشرقي، منظمة حقوق الإنسان في كوباني.
بينما بلغت الحصيلة النهائية للضحايا من الأطفال لعام 2021، عشرة أطفال، خمسة منهم فقدوا حياتهم وأصيب خمسة آخرون. بحسب “المنظمة”.
أقرأ ايضاً: https://npasyria.com/120283/
يقول الصحفي فتاح عيسى من سكان كوباني، يعمل مراسلاً في نورث برس، والذي رافق جميع الدوريات منذ انطلاقتها، إنه كوباني بالإضافة إلى مراقبتها جواً، “فإنه تتم مراقبتها من قبل المدرعات التركية كونها مزودة بكاميرات عالية الدقة”.
ويضيف الصحفي: “لاحظنا وجود كاميرات وضعت على المدرعات التركية، ويقومون بتصوير النقاط والبحث عن الأسلحة الثقيلة”.
وبحسب “عيسى”، إن الغاية التركية من تسير الدوريات هي “خلق أجواء عسكرية مرعبة تؤدي لعدم استقرار أمني في المنطقة”.
غاية الدوريات مفقودة
قال محمود كوباني وهو قيادي في مجلس كوباني العسكري المنضوي تحت راية قوات سوريا الديمقراطية، إن الدوريات الروسية كانت الغاية منها هي وقف إطلاق النار بضمانة روسية، “ولكنها مفقودة”.
ويضيف “كوباني” لنورث برس، أن “الضامن الروسي لم يلتزم بالاتفاق ويسمح للقوات التركية بقصف كوباني وريفها واستهداف البنية التحتية”.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، طال القصف التركي بنى تحتية من مشافٍ ومدارس ونقاط طبية، لحقت أضرارها بمئات آلاف السكان في كوباني.
وتشكل التهديدات التركية المستمرة بشن عملية عسكرية في الشمال السوري، مصدر قلق لسكان كوباني، لا سيما بعد التصعيد التركي نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.