غياب الرقابة يحرم قرى بدير الزور من الكهرباء

دير الزور – نورث برس

مع كل انقطاع للتيار الكهربائي عن قريته، يصعد أحمد، إلى سطح بيته ليراقب الأنوار المشتعلة في أقرب قرية عليه حيث يسكن، إذ أن الرجل لا يكاد يوصل أدواته الكهربائية حتى ينقطع التيار.

يشير أحمد الأحمد، في الثلاثينيات من عمره، وهو من سكان قرية محيميدة نحو 15كم غربي دير الزور، إلى وجود :تلاعب بساعات تقنين الكهرباء، حيث توصل على قرى أكثر من غيرها.

ويعاني سكان قرى غربي دير الزور من قلة ساعات وصل الكهرباء، حيث يوجد تقنيين في جميع المناطق، وهناك مناطق تعاني من عدم الالتزام بذلك التقنيين ويعود السبب لعدم وجود رقابة على الموظفين، بحسب سكان.

يقول “الأحمد” إن قريته تشهد انقطاعات مستمرة بالتيار الكهربائي، بينما قرية لا تبعد عن قريته الكثير، لا تنقطع عنها الكهرباء سوى القليل وخاصة في ساعات الليل.

لهذا قدّم الرجل وسكان من قريته عدة شكاوى، حول التلاعب بالتقنين، لكنهم لم يتلقوا سوى الوعود، التي لم تُنفذ.

وتشهد مناطق دير الزور واقعاً كهربائياً متردياً، من حيث ساعات وصل الكهرباء، وكذلك الشبكات الكهربائية القديمة والمهترئة، بالإضافة لتعرض الشبكة لأضرار كبيرة نتيجة المعارك مع تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

وعلى ذات الخط، يشتكي سامر الخلف (39عاماً) وهو من سكان منطقة الحاوي 12كم غربي دير الزور، كما سابقه من ذات المشكلة.

يقول الرجل إن التيار الكهربائي يعمل لدى قرى دون أخرى، ويستمر انقطاع التيار لعدة أيام.

لذلك اشترى “الخلف” مولدة كهرباء تعمل على البنزين، بعد فقدانه الأمل بتحقيق العدالة في التقنين، لكن تلك المولدة باتت تثقل كاهل الرجل في ظل حاجته للبنزين وارتفاع أسعاره، ما يترتب عليه تكاليف باهظة.

كذلك تستغرب بسمة المنصور (29عاماً) وهي من سكان قرية محيميدة، من تفاوت التقنين بين خط وآخر، إذ أن بعض الخطوط تقنينها ساعتين بينما خطوط أخرى 4 ساعات.

تجهل المرأة السبب، لكن ما تعلمه أن “وضع الكهرباء سيء جداً”، وتطالب بحل جذري للمشكلة خاصة مع دخول شهر رمضان.

وأثر انخفاض منسوب نهر الفرات نتيجة حبس تركيا لمياهه، لضعف بتوليد الكهرباء من السدود المقامة على النهر، ونتيجة انخفاض المنسوب أوقفت الإدارة الذاتية سد تشرين عن العمل لمدة أسبوع، بعد وصول السد للمستوى الميت.

ومنتصف الشهر الجاري، قال راغب البشير مدير مكتب الطاقة في دير الزور، إن واقع الكهرباء يتطلب تدخل المنظمات العاملة في المنطقة والتحالف الدولي، فعدا عن الأعطال في الشبكة تراجعت حصة دير الزور، مع تراجع منسوب نهر الفرات.

وأضاف في تصريح لنورث برس، أن هناك نقص شديد في الكهرباء إذ يغذي دير الزور خط 66، بينما يحتاج الأمر إلى تفعيل خط 230 لتحميل ميغات، أكثر وزيادة ساعات وصل التيار، ولكن المشروع تكلفته عالية جداً ويكلف حوالي 9 ملايين دولار.

وأشار “البشير” إلى أنهم خلال اجتماع لتوضيح واقع الكهرباء مع أكثر من 63 منظمة، طرحوا مشروع توربينات حقل العمر، ومشروع آخر بتوليد الكهرباء عبر مولدات، وهو أيضاً يحتاج دعم كبير.

وطالب مكتب الطاقة التحالف الدولي، بتنفيذ المشاريع ودعمها، لكن حتى الآن لا يوجد أي مخطط على أرض الواقع، وفقاً لـ”البشير”.

إعداد: إيمان الناصر – تحرير: أحمد عثمان