مهجّرو منطقة عفرين يصفون 20 كانون الثاني/يناير “باليوم الأسود”
ريف حلب الشمالي – دجلة خليل – نورث برس
رصدت "نورث برس" في مخيمات مهجّري منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي الذكرى الثانية لهجوم الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية المسلحة التابعة له على مدينة عفرين في 20 كانون الثاني/يناير عام 2018 .
حيث عاد أهالي عفرين المهجّرين قصراً، بذاكرتهم إلى مثل هذا اليوم قبل عامين حين شن الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية المسلحة التابعة له، هجوماً على عفرين وقراها، وتعرضت المدينة لقصف جوي وبري مكثف واستمرت المعارك لقرابة الشهرين، وانتهت بهجرة الأهالي قسراً وسيطرة الجيش التركي والمعارضة السورية على المدينة.
وصفت لطفية حسن، يوم 20 كانون الثاني/يناير 2018 باليوم الأسود: "كان يوماً أسوداً، كنت جالسةً أمام البيت، في الساعة الرابعة قامت /72/ طائرة باستهدافنا، خفت كثيراً، واستهدفت البشر والبيوت والحيوانات أيضاً، كذلك استهدفت الطائرة سد ميدانكي وقطعت المياه عنا، كنا نلقى صعوبة في تأمين المياه والخبز، كانت حياة صعبة".
يقول حسن قره علي لـ" نورث برس" وهو أحد المهجّرين من مدينة عفرين بأنهم كانوا يعيشون بأمان في مدينتهم وأنهم لم يقوموا بأي تهديد للدولة التركية: "شنّت الدولة التركية الهجوم بضوء أخضر روسي ، وهدف الهجوم التركي على مناطق شمال سوريا هو تغيير ديمغرافيتها".
وأكد قره علي، بأنه لن يعود إلى عفرين حتى يخرج الجيش التركي منها ويقوم المجتمع الدولي والدول الأوروبية بضمان عودةٍ أمنةٍ للأهالي".
تحدث أيضاً آزاد حبش أحد قاطني مخيم سردم للمهجّرين من مدينة عفرين: "في 20 كانون الثاني/يناير وفي الساعة الرابعة عصراً قامت الطائرات التركية ومدافعها بقصفنا، كنت في حي المحمودية واهتزت الأرض من تحتنا ورأينا الدخان الأسود يتصاعد من المدينة، وقامت بارتكاب المجازر بحقنا، قامت الدولة التركية بقتل أطفالنا ونسائنا، كنا نتوقع أن يتوقف الهجوم إلا أن الصمت الدولي قد خذلنا".
وأضاف حبش "اضطررنا للخروج من المدينة لأن الوضع بات لا يُحتمل بالرغم من أننا مرتبطون بأرضنا وزيتوننا ولا نستطيع العيش بدونها، خرجنا قسراً من مديتنا عبر جبل الأحلام، رأيت من حولي العُجَّز الذين لا يستطيعون السير وحوادث السيارات، رأيت الدخان الأسود وهو يتصاعد من مدينة عفرين".
وصف محمد صالح خلو أحد مهجّري مدينة عفرين أيضاً لحظة ضرب الطائرة للمدينة: بالقول "ضربت طائرة بالقرب من منزلي في حي الأشرفية، خاف الأطفال كثيراً، ولم أتوقع أن يُقتل هذا العدد من المدنيين والأطفال فقد مررنا بظروفٍ صعبةٍ، تألمنا كثيراً، فقد تحملنا /58/ يوماً أملاً بأن تتوقف الحرب ولكننا خُذلنا بالصمت الدولي".
ويضيف كذلك "اضطررنا للخروج لأننا خفنا على أطفالنا وأعراضنا، فخرجنا لنحمي أنفسنا، وبالرغم من تهجيرنا إلى هذه المناطق إلّا أن الدولة التركية تقوم بقصفنا هنا أيضاً،" ويكمل: "إننا لا نبعد كثيراً عن مدينة عفرين وسنبقى هنا إلى حين عودتنا لديارنا".