سياسيون أميركيون يستبعدون انسحاباً عسكرياً مفاجئاً من شمال شرقي سوريا

القامشلي – نورث برس

يرى سياسيون أميركيون أن الانسحاب العسكري المفاجئ غير ممكن في الوقت الحالي. تلك الرؤية جاءت بعد مرور حوالي أسبوعين على تصويت مجلس النواب الأميركي على قانون من أجل سحب نحو 900 جندي أميركي من مناطق شمال شرقي سوريا.  

في مقابلة خاصة مع برنامج واشنطن أونلاين، الذي تبثه نورث برس، قالت كارولين روز، الباحثة في معهد نيو لاينز الأميركي، إن وجود القوات الأميركية في شمال شرقي سوريا هو من أجل سد الطريق أمام “نظام الأسد” ولهذا السبب لن تتخذ الإدارة الأميركية ولا الكونغرس قرار الانسحاب بسرعة.  

وفي 10 آذار/مارس، قدم عضو مجلس النواب الجمهوري، مات جايتز، مقترحاً للتصويت على سحب القوات الأميركية من شمال شرقي سوريا خلال 180 يوماً، لكن معارضي القرار حذروا من أن الانسحاب قد يمنح تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) فرصة لإعادة تنظيم نفسه ووضع الولايات المتحدة وحلفائها في خطر.

وقد فشل القرار بأغلبية 321 صوتاً مقابل 103 مما أدى إلى انقسام الطرفين. فقد عارضها الجمهوريون بأغلبية 171 صوتاً مقابل 47، ورفضها الديمقراطيون بأغلبية 150 صوتاً مقابل 56.

وقالت روز: “أعتقد أن الولايات المتحدة تحاول أيضاً استكشاف أدوات دبلوماسية واقتصادية للضغط على نظام الأسد، ومع ذلك، فإن الوجود الأميركي جزء مهم للغاية من استراتيجيتها الأمنية في البلاد”.  

ورداً على سؤال حول الدعوات المحتملة لانسحاب القوات الأميركية في حال إذا فاز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية لعام 2024، قالت روز: “إذا كان هناك إحياء لإدارة ترامب، أتوقع أن يصدر هذا النوع من الانسحاب من قبل السلطة التنفيذية بدلاً من التشريعية”، مضيفةً أن إدارة ترامب “لا تقدر الوجود الأميركي في شمال شرقي سوريا”.  

وحول كيفية تأثير الانسحاب “المفاجئ” على الشمال الشرقي من البلاد بشكل خاص وسوريا بشكل عام، قالت السياسي: “يمكن أن يؤثر بشكل كبير على المشهد الجغرافي والسياسي والأمني في المنطقة”.

وبحسب روز، سيزيل انسحاب القوات الأميركية العقبة الرئيسية أمام التوغل التركي ضد شمال شرقي سوريا، وأيضاً أمام ظهور “داعش” من جديد.  

واعتبرت أن الدروس التي تعلمتها الولايات المتحدة من الانسحاب المفاجئ من أفغانستان لن تسمح لها بأي انسحاب عسكري مفاجئ من مناطق الصراع.

وفي مقابلة سابقة مع نورث برس، قال ستيفن هايدمان، أستاذ العلوم السياسية، إن الولايات المتحدة لن تنسحب من شمال شرقي سوريا، لأن الكونغرس يقدر ويتفهم مغزى الوجود الأميركي في المنطقة.  

وأيدت الولايات المتحدة وحدة سوريا وأراضيها مرات عديدة لكن للوجود الأميركي آثار على المشهد السياسي، فعندما هدد أردوغان بغزو شمال شرقي سوريا، أصدرت الولايات المتحدة تصريحات واضحة جداً تعارض التدخل العسكري التركي في المنطقة.  

وحول رفض الكونغرس بالإجماع تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية، قال هايدمان، إن الرفض أقوى إشارة على معارضة التطبيع التي تصدر من الكونغرس.   

وبخصوص زيارة رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي إلى شمال شرقي سوريا، قال هايدمان، إن الزيارة كانت إشارة واضحة للقيمة المستدامة للوجود الضئيل جداً للقوات في شمال شرقي سوريا.  

وفي 4 آذار/مارس، قام ميلي بزيارة مفاجئة إلى قاعدة أميركية في سوريا لتقييم المهمة ضد “داعش” ومراجعة تدابير الحماية للقوات الأميركية. وبعد يوم من الزيارة، قال ميلي، إنه من المهم أن تواصل الولايات المتحدة دعم شمال شرقي سوريا لأن التهديد الإرهابي سيظهر مجدداً في ظل غياب القوات الأميركية.  

ويتم استهداف القوات الأميركية بهجمات صاروخية من وقت لآخر. ففي 19 شباط/فبراير، أعلنت القيادة المركزية الأميركية أن صاروخين مجهولين استهدفا قواتها في “القرية الخضراء” في شمال شرقي سوريا.

وتؤكد زيارته على الدور المستمر في عملية محاربة تنظيم “داعش”، حيث تقدم الولايات المتحدة المساعدة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في تنفيذ العمليات ضد التنظيم، بحسب هايدمان.  

وأضاف السياسي أن ميلي أراد أن يوضح للجهات الفاعلة الإقليمية – روسيا وإيران – أنهم لن يكونوا قادرين على إخراج القوات الأميركية طالما أن الولايات المتحدة ترى في حضورها في المنطقة عاملاً إيجابياً.  

إعداد وتحرير: جون أحمد