منبج – نورث برس
لا حظ أحمد ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع مع قرب دخول شهر رمضان، إذ أن الرجل اعتاد شراء المؤون قبل دخول الشهر الفضيل لاستقباله والتفرغ لأداء الفريضة ذات الطقوس الروحانية الخاصة.
ويشتكي أحمد الموسى (34 عاماً)، من غلاء الأسعار الباهظ في أسواق منبج، شمالي سوريا، الأمر الذي يثقل كاهله ولا يجعل مصروفه اليومي يتناسب مع أجرته اليومية وخصوصاً مع دخول شهر رمضان.
يقول الرجل إن هناك “ارتفاعاً كبيراً” في أسعار المواد والخضروات في الأسواق، إذ وصل سعر كيلو البندورة الواحد لنحو 4 آلاف، فيما وصل سعر كيلو الباذنجان لـ 3 آلاف، الأمر الذي يصعّب عليه الموازنة بين مصروفه ومدخوله.
ويعمل “الموسى” الذي يسكن في خيمة بعد تضرر منزله من الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا، في أسواق مدينة منبج على عربة صغيرة، بدخل يومي لا يتجاوز الـ 10 آلاف ليرة سورية.
وأدى انهيار الليرة السورية المتواصل وملامستها لحاجز الـ 8 آلاف ليرة مقابل الدولار الواحد، لفقدان السوريين قدرتهم الشرائية، وبات السوريين يحتاجون لملايين الليرات للإنفاق الشهري.
لهذا انخفض مدخول محمد العلي (30 عاماً)، وهو من سكان منبج، ويعمل في بيع خضروات في سوق المدينة، ويصف حركة البيع والشراء في السوق بـ”ضعيفة جداً”، بسبب غلاء الأسعار وارتفاع سعر صرف الدولار.
ويرى، بأن الإقبال على شراء حاجيات رمضان شبه معدومة، فـ “الكثير من الناس يقومون بالاستفسار عن سعر الأشياء ولا يستطيعون شرائها نتيجة الغلاء الفاحش، فالبعض يستطيع الشراء والبعض الآخر لا يستطيع”، يقول “العلي”.
وليس بعيداً عن حال سابقه، إذ يشتكي ابراهيم الجنطي (57 عاماً) وهو لاجئ في مدينة منبج، من غلاء الأسعار الذي يرافق ارتفاع سعر صرف الدولار.
ويأتي الخمسيني إلى السوق ليرى ازدحاماً داخل السوق، فـ “السكان يأتون ليتفرجوا على الأسعار ويعودون إلى منازلهم من الغلاء الكبير في الأسعار”، يقول.
ويزيد ذلك من صعوبة المعيشة لدى السكان، فقد وصل سعر كيلو لحم البقر لما يقارب الـ 40 ألف ليرة، فيما وصل سعر صدر الفروج لـ 22 ألف ليرة، “مما يجعل السكان ينظرون إلى اللحمة فقط عند القصاب دون القدرة على شرائها”، على حد وصف “الجنطي”.
ويذكر الرجل قصة حدثت مع أحد أصدقائه كان يمشي برفقته داخل السوق للذهاب لشراء اللحمة وإذ سعرها 40 ألف ليرة، فلم يستطع شراءها، وقام بالسؤال عن الشحمة فقد وصل سعرها لـ 35 ألف ليرة فعاد إلى منزله دون شراء أي شيء.
وتواصل الليرة السورية هبوطها أمام العملات الأجنبية، إذا سجلت خلال شهر هبوط بلغ حوالي 500 ليرة.
ويرى “الجنطي”، مع دخول شهر رمضان، بأن العائلة التي لا يوجد لديها دخل جيد أو أحد افرادها مغترب “لا تستطيع تدبير أمورها”.
فالعامل يتقاضى أجرة يومية لا تتجاوز الـ 10 آلاف ومصروفه بين السندويشة وعلبة الدخان يقارب أجرته اليومية، فكيف سيستطيع العامل تدبير أموره وأخذ حاجياته، ويقول بلهجته العامية “الله يكون بعون الناس”.
ويقول محمد العوني (45 عاماً)، وهو من سكان منبج أيضاً، ويعمل ببيع السمك، إن أجواء استقبال رمضان موجودة، وهناك كثافة سكان في السوق، “لكن البيع والشراء قليل جداً، والركود الاقتصادي وانهيار الليرة وقلة الفرص جعلت التحضيرات لرمضان شبه معدومة”.
يحاول الرجل المقارنة بين رمضان في العام السابق وهذا العام، ويجد أن الفرق شاسعاً، ففي العام السابق “كان إقبال السكان أفضل بكثير، أما في هذا العام فقد اكتفى السكان بسوم الأسعار لا أكثر”.
ويعاني سكان في منبج من ظروف اقتصادية صعبة نتيجة تدهور قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، والارتفاع الكبير بأسعار المواد التي ترافق ارتفاع سعر صرف الدولار.