الكهرباء في كوباني كـ”الوصفة الطبية” ساعة صباحاً ومثلها مساءً
كوباني- نورث برس
طالما سمع سيف وعوداً بحل مشكلة الكهرباء في مدينته، إلا أن الرجل لم يلحظ أي تقدم أو حلول في المدى المنظور ولا زال السكان يعانون قلتها والتي تصل أحياناً إلى انعدامها.
يقول سيف الدين قادر (38 عاماً) وهو من سكان كوباني، شمالي سوريا، إن مشكلة الكهرباء مستمرة منذ عدة سنوات ترافقت مع انخفاض منسوب المياه في نهر الفرات، ولكن لم يتم البحث عن إيجاد حل لهذه المشكلة، ما أدى لنقص ساعات تغذية في مناطق مثل كوباني وريفها بالكهرباء منذ ثلاث سنوات وحتى الآن.
وينتقد سكان من كوباني جهود الإدارة الذاتية لإقليم الفرات، لعدم إيجاد حل لمشكلة قلة تغذية المنطقة بساعات كافية من التيار الكهربائي، وعدم إيجاد حلول وبدائل بعد خفض تركيا لكميات المياه الواردة عبر نهر الفرات إلى سوريا، والتي أثرت على أداء السدود في منطقة شمال شرقي سوريا.
ويصف “قادر” الكهرباء التي تصل لكوباني وريفها بـ”الوصفة الطبية”، حين يصف الأطباء أدوية لمرضاهم على أن يتناولها صباحاً وظهراً ومساء “بشكل متقطع”، وهو حال الكهرباء في كوباني التي تأتي ساعة ثم تنقطع عدة ساعات.
يضيف الرجل أنه عند تغذية المدينة بالكهرباء سواء أكانت ساعتين أو ثلاث ساعات يجب أن تكون ساعات التغذية بشكل متواصل كي يستفيد منها السكان في تأمين احتياجاتهم عبر تشغيل الغسالات والبرادات، وخاصة أن الصيف على الأبواب والكهرباء تعتبر ضرورية وعصب الحياة للسكان.
عشر مولدات كافية
يرى الرجل الذي يعمل في مجال الإعلام، أن الإدارة الذاتية تستطيع تأمين الكهرباء لمدينة كوباني وريفها باستخدام عشر مولدات.
ويتابع أن الإدارة إذا لم تستطع تأمين الكهرباء لمدينة صغيرة مثل كوباني فهي مشكلة بحد ذاتها، لافتاً إلى أن هذه المشكلة “ليست آنية” وحديث الساعة بل هي مشكلة تمتد لثلاث سنوات.
ويصف حال سكان كوباني ووضعهم مع الكهرباء، “الوضع بدون كهرباء أصبح لا يطاق”، مناشداً الإدارة الذاتية بالعمل لحل المشكلة وإيجاد الحلول.
ساعات تغذية متقطعة
تتغذى مدينة كوباني خلال اليوم الواحد بساعتين إلى ثلاث ساعات وصل للتيار، على فترات متقطعة “دون انتظام”.
ويصف “قادر” حصول السكان على الكهرباء بـ “الحلم”، لأن الكهرباء هي عصب الحياة، فالصناعة والزراعة والمنازل بحاجة إليها، لافتاً إلى أن تشغيل المولدات الصغيرة في الشوارع ليس حلاً لأن ضجيجها مزعج للسكان، وعلى الإدارة إيجاد حل لهذه المشكلة.
من جهته يصف ستير جلو، وهو من سكان ريف كوباني، مشكلة الكهرباء في كوباني وريفها بـ”الجدية”، ويقول إن انتقادات سكان كوباني حول مشكلة الكهرباء كبيرة ضد الإدارة الذاتية بشكل عام، وضد مديرية الكهرباء بشكل خاص.
متابعة غير جدية
يرى “جلو” أنه رغم الانتقادات الكبيرة وشكاوى السكان، “لكن لا يوجد حتى الآن متابعة (وقوف) جدي من قبل مديرية الكهرباء ومقاطعة كوباني ومجلس إقليم الفرات لحل هذه المشكلة”.
ويتابع أن سكان كوباني وريفها وصلوا إلى مستوى “عدم الثقة” بإيجاد حل لهذه المشكلة من قبل الإدارة.
ويذكر الرجل أن كوباني وريفها قريبة من نهر الفرات، وسكانها يسمعون صوت مياه الفرات ولكن لا يستفيدون منها سواء أكان في مجال الزراعة أو في مجال الكهرباء، على عكس المناطق الأخرى.
ويشير أن السكان يطالبون بنظام الأمبيرات لحل هذه المشكلة، لافتاً إلى أهمية تطبيق هذا النظام للريف أيضاً، وخاصة القرى الكبيرة بعدد سكانها مثل “حلنج وشيران وتل غزال” وغيرها.
إلى ذلك يوضح محمد شاهين وهو الرئيس المشارك للمجلس التنفيذي في إقليم الفرات، أن مشكلة الكهرباء هي أحد تبعات استمرار تركيا بتخفيض كمية مياه نهر الفرات الواردة إلى سوريا.
ويضيف أن لتخفيض منسوب المياه عواقب اقتصادية ومعيشية وخدمية على سكان شمال شرق سوريا بشكل خاص وسكان سوريا بشكل عام، كما أن انخفاض المنسوب أخرج السدود في المنطقة عن الخدمة.
في الوقت الذي يعتمد فيه سكان شمال شرقي سوريا على مياه نهر الفرات “بشكل كبير” من الناحية الاقتصادية، وكذلك يعتمدون عليها في مياه الشرب وتوليد الطاقة الكهربائية.
بدائل الإدارة الذاتية
يقول “شاهين” أن الإدارة الذاتية فكرت بالبدائل المتعلقة بخفض منسوب المياه، وتم دراسة العديد من المشاريع الخدمية البديلة، للتمكن من تجاوز هذه الأزمات سواء على الصعيد الاقتصادي أو المعيشي أو الإنساني أو الخدمي.
إذا أن الإدارة الذاتية اعتمدت مشروع وضع مولدات الكهرباء لتزويد السكان في إقليم الفرات وفق نظام الأمبيرات، وفق “شاهين”.
ويشير “شاهين” أن الدراسات التي أجريت درست المشروع من جميع الجوانب الاقتصادية والمالية والتقنية، وسيطرح المشروع للاستثمار على أن يكون باب الاستثمار متاحاً للجميع، بحيث يمكن تزويد السكان في إقليم الفرات بكمية من الطاقة الكهربائية وتعويض النقص الناجم عن توليد الكهرباء الواردة من السدود الثلاثة.
ولفت النظر إلى أنهم حالوا أثناء الدراسة الوصول إلى مشروع لا يكون ذو عبء مالي ثقيل على السكان في إقليم الفرات، مضيفاً أن سيتم تقديم كل الدعم اللازم للمستثمرين لتوصيل الكهرباء إلى المواطنين بسعر منخفض.