“الدفاع عن الشعوب المهددة”: الانتهاكات بحق السكان الأصليين بعفرين منذ عام 2018 أمر منهجي

عفرين – نورث برس

قال مسؤول ملف الشرق الأوسط في جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة، كمال سيدو، في تصريح خاص لـ نورث برس إنَّ “الانتهاكات والجرائم بحق السكان الأصليين في منطقة عفرين الكردية السورية منذ احتلالها في عام 2018 أمر منهجي، ومجددا تحاول الأطراف اختزال الجريمة في شخصين أو حادثة بسيطة عارضة، وهذا كلام غير صحيح طبعًا”.

واعتبر سيدو أنَّ “اعتقال الجناة والمجرمين الذين ارتكبوا هذه الجريمة بحق الكرد في جنديرس محاولة يائسة من قبل سلطة الاحتلال التركي ومرتزقتها من المجموعات الإسلامية وحتى من قبل المجلس الوطني الكردي”.

وأعلن فصيل “حركة التحرير والبناء” الموالي لتركيا، أمس الثلاثاء، إلقاء القبض على قتلة أربعة مدنيين كرد في مدينة جنديرس، وسلمتهم لـ”قيادة الشرطة العسكرية”.

وظهر في مقطع مصور نشرته الحركة كل من القتلة عمر صالح الأسمر -مواليد عام 2000، وحبيب علي خلف – مواليد عام 2004، وبلال أحمد العبود – مواليد عام 2000.

ونشرت “وزارة الدفاع” التابعة لـ”الحكومة السورية المؤقتة” عبر معرفاتها الرسمية، صوراً للقتلة الثلاثة، زاعمة أنها “ستتعامل بحزم مع مرتكبي الجرائم والانتهاكات بحق الأبرياء”.

وتعمل كل من الفصائل العسكرية الموالية لتركيا في منطقة عفرين إلى جانب المؤسسات الأمنية التابعة لـ”الائتلاف الوطني” على تصدير مجزرة جنديرس على أنها ممارسات وانتهاكات فردية ترتكبها عناصرها.

وتتداول تلك الوسائل الإعلامية الرسمية منها أو الموازية أنباء عن ارتكاب المجزرة بدوافع شخصية أو عائلية، وأن الجناة من سكان مخيمات جنديرس تلميحًا بأنهم مدنيين لتضليل المجتمع الدولي، والتستر على الانتهاكات المشابهة منذ خمس سنوات بحق السكان الكرد.

ويشدد مراقبون في هذا الصدد على أن ما تمارسه الفصائل الموالية لتركيا هي جريمة منظمة، وأنّ الثابت هو القتل القصد مع كامل إصرار الجناة، وهو ما يؤكده مختصون في القضايا الجنائية، على اعتبار أنّ القتلة لم يطلقوا الأعيرة النارية رشاً، بل كان مطلق النار يتقصد قتل المدنيين بالرمي طلقة طلقة.

وأوضح سيدو في تصريحه أنَّ هذه الممارسات والانتهاكات “تسير وفق خطة مرسومة من قبل الدولة التركية ومرتزقتها من عرب وكرد بهدف التغيير الديمغرافي والقضاء على الوجود الكردي في عفرين”.

ودعا مسؤول ملف الشرق الأوسط في جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة، كمال سيدو: “الكرد في عفرين لمواصلة النضال ضد سلطة الاحتلال التركي وعدم المطالبة فقط بخروج ما يسمى بالفصائل وإنما بخروج جيش الاحتلال التركي من عفرين وإعادة الإدارة الذاتية ضمن سوريا موحدة ديمقراطية فيدرالية”.

إعداد وتحرير: فاضل محمد