معامل المخدرات شمال غربي سوريا.. استيراد وتصدير فمن المستفيد؟

إدلب ـ نورث برس

تروج هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، والجيش الوطني المعارض، لمداهمات متكررة، تقوم بها، لمعامل المخدرات في شمال غربي سوريا، وشمالها، ولكن هل حقاً يتم إغلاق تلك المصانع؟

بحسب مصادر عسكرية في الجيش الوطني بمنطقة جنديرس، فإن معمل المخدرات الذي تم العثور عليه في منطقة الباسوطة شمالي حلب عام 2021، “لم تتم إزالته، بل تم الترويج لعملية إغلاقه واعتقال المشرفين عليه”.

ولكن في الحقيقة، كما كشفت المصادر لنورث برس، “تم نقله من تلة عبدالله نحو مزرعة سمير الشيخ التابعة لفيلق الشام بإدارة أبو عويد الحمصي، كما تم إنشاء معمل ثانٍ على أطراف الباسوطة قبل 4 أشهر، قرب مركز غاز الصوان، وهو متخصص بتنشيف وتجهيز مغلفات الحشيش”.

ويشير المصدر إلى أن المداهمات التي أطلقتها تحرير الشام والجيش الوطني، ضد خلايا المخدرات وأوكارهم، “هي لتصدير أفعالهم عن مكافحتهم للمخدرات، ولكنها لا تنتمي للواقع بصلة”.

زيادة الصناعة والترويج

ويضيف: “فعمليات صناعة وترويج المخدرات بأنواعها وتوريد المواد الخام الداخلة في صناعتها تزايدت بشكل كبير لا سيما عقب الزلزال بسبب الفلتان الأمني الذي شهدته تلك المناطق”.

وبحسب مصادر من بعض تجار المخدرات من قبيلتي بني خالد والموالي في منطقة عفرين فإن “هيئة تحرير الشام تعتمد على ميليشيا العمشات والحمزات وفيلق الشام كواجهة لتجارة المخدرات ما بين سوريا والأراضي التركية، والإشراف على بعض المعامل المخصصة لتصنيع وتغليف المخدرات بأنواعها”.

ويتحدث سهاد التركماني، وهو أحد عناصر فصيل العمشات في قرية الشيخ حديد بريف عفرين، عن أن التقارب الكبير بين تحرير الشام وفصائل العمشات والحمزات وفيلق الشام، ليس عسكرياً فقط.

ويضيف: “هذه الفصائل تؤمن للهيئة ممرات المخدرات نحو تركيا، فتعتبر منطقة الشيخ حديد وراجو وميدان اكبس، ممرات مفتوحة أمام مخدرات كافة الفصائل بما فيها هيئة تحرير الشام التي يجهل الكثيرون الاستفادة الكبيرة التي تحققها الهيئة من خلال ذلك”.

ويتولى بعض مصنعي المخدرات في ريف إدلب، مثل (محمد السعيد من مدينة حمص)، مهمة تصنيع الكبتاغون، بأنواعه إضافة لاستيراد مادة “إمفيتامين” من مناطق الحكومة السورية.

ويمتلك “السعيد”، معمل كبس وتبريد بدائي الصنع في إحدى مزارع سرمدا شمال إدلب، ومستودع منزلي صغير في بلدة سلقين شمال غربي إدلب، ويتمتع كبقية نظرائه بعلاقات قوية مع “أبو سلطان خاصة” و”الزبير علاوي” المسؤولان عن ملف المخدرات لدى جهاز الأمن العام في هيئة تحرير الشام، بحسب المصدر.

ويضم معمل صناعة المخدرات “كبتاغون” أو تغليف “الحشيش”، أدوات بدائية الصنع يتم تصميمها محلياً عبر خبراء تصنيع بينما يتم استيراد المادة الخام من مناطق “النظام”.

ويتكون المعمل من آلة الكبس وتضم جهاز ضغط بودرة ضمن كبسول يحمل رمز الهلالين وبألوان ودرجات مختلفة تبدأ بالـ999 وصولاً لدرجة “الجمل” أو كما تسمى، إضافة لغرفة تبريد، يليها غرفة تغليف ونشر مادة الحشيش التي تزدهر أيضا في المنطقة.

ويصل سعر حبوب الكبتاغون في إدلب من ٢٠٠ إلى ٢٥٠ دولاراً للرأس (١٠٠٠) حبة، تبعاً للدرجة، وهو أرخص سعر في عموم المناطق الخارجة عن سيطرة حكومة دمشق، أما الحشيش فلا يتجاوز سعر الكف (١٨٠ غرام) الـ50 دولاراً في أفضل حالاته حيث يتم استيراده وتغليفه محلياً فلا توجد مزارع حشيش.

استيراد وتصدير

مصادر من مروجي المخدرات في إدلب، شددت على أن عملية توريد المخدرات أو المواد الخام المستخدمة في التصنيع، “من مناطق النظام ويتم بالتنسيق مع ضباط في النظام وهم مصادر التمويل الخفية لهيئة تحرير الشام”.

ويشير أبو جندل الحموي، وهو أحد مروجي المخدرات في منطقة أطمة شمالي إدلب، إلى أن “التعامل مع ضباط في النظام يكون في مجال تمرير الشحنات مع المهربين، وذلك عبر وسيط من مشايخ العشائر المعروفين في حمص وحماة”.

ويضيف “الحموي”، لنورث برس: “أبرز الأسماء المقربة من النظام وحزب الله اللبناني والروس والذي يتولى غالبية هذه المَواضيع يدعى مطرود الغفيلي، ويشرف على عدة معامل مخدرات وعمليات شحن براً وبحراً لدول الخليج تحديداً عبر أراضي المعارضة وتركيا”.

وتعتبر إدلب، أبرز حلقات العبور للمخدرات بأنواعها نحو تركيا ثم السعودية والخليج العربي أو نحو أوروبا، إذ تعتمد الهيئة في ذلك على “تجار وسماسرة في مناطق النظام ومناطق سيطرتها إضافة لاعتمادها على فصائل الجيش الوطني كجهة مهربة لهذه المادة إلى الداخل التركي نحو ميناء مرسين”.

ويشرح “أبو لقمان” (55 عاماً) من عشيرة بني خالد وأحد مروجي المخدرات في إدلب، مصادر المخدرات، “الوارد من مناطق النظام وهو يشكل 75% يشرف عليه تجار وتتميز بالجودة العالية، الكميات المصنعة في ريف إدلب 25% وتعتبر مخصصة للسوق المحلي أكثر من تصديرها لتدني جودتها”.

إعداد: هاني سالم ـ تحرير: قيس العبدالله