الرئيس الصيني يزور موسكو في خضم اصطفافات دولية

غرفة الأخبار – نورث برس

يصل الزعيم الصيني شي جين بينغ إلى موسكو، اليوم الاثنين، لإظهار دعمه للزعيم الروسي فلاديمير بوتين، عازماً أيضاً البحث في مساعي الخطوات المحتملة نحو السلام في أوكرانيا، وفي طيات ذلك لا يمكن إخفاء مواجهة مشتركة بوجه الولايات المتحدة، ولا سيما بعد التوغل الصيني الواضح في قضايا بارزة بالشرق الأوسط.

وبعد الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام لروسيا، من المتوقع أن يجري شي محادثات أخرى مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ليمثل ذلك خطوة بارزة في التوسط في النزاعات كما حصل في الملف الإيراني السعودي.

وتتبنى الصين فكرة أنها تقود مبادرة سلام بين موسكو و كييف، رغم أن احتمالية حدوث اختراق كبير بشأن أوكرانيا ضئيلة لأن المواقف التفاوضية الروسية والأوكرانية لا تزال متباعدة حتى الآن.

والزيارة هذه، هي الخارجية الأولى للرئيس الصيني بعد توليه الولاية الثالثة مع حصوله على صلاحيات شبه مطلقة في بلاده، قبل نحو أسبوعين.

وسيكون الرئيس شي أول زعيم عالمي يصافح بوتين منذ أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الزعيم الروسي يوم الجمعة الفائت بسبب ترحيل أطفال أوكرانيين إلى روسيا منذ بداية الحرب.

كما تأتي في أعقاب زيارة بوتين المفاجئة لماريوبول التي سيطر عليها الروس بعد شهور من الحصار العام الفائت.

وتعتبر الصين الصديق التقليدي لروسيا، ورغم أنها لم تعلن عن وقوفها إلى جانب موسكو بشكل مباشر في حربها ضد كييف، لكن من الواضح أن توجهاتها لا تلقى استحسان الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة.

وتستمر واشنطن بلجم التحركات الصينية وما تصفها بالتهديدات في شرق آسيا، وقد أثارت غضب بكين في عدة مناسبات وخاصة مع التعبير عن دعم تايوان الجزيرة التي تعتبرها الصين جزء لا يتجزأ منها.

وقبل نحو شهر، أثارت الولايات المتحدة مخاوف من أن تمد بكين موسكو بأسلحة متطورة تساعدها في حربها ضد أوكرانيا وهي تدخل الشهر الرابع عشر، بينما نفت بكين ذلك.

وتوفر رحلة الزعيم الصيني إلى روسيا فرصة لتعزيز العلاقات مع جار رئيسي وشريك ملائم، وفي الوقت نفسه تساهم زيارته في تلميع أوراق اعتماد الصين كقوة عالمية ثقيلة موازية للولايات المتحدة.

وتعيد الزيارة إلى الأذهان إعلان روسيا والصين صداقة “بلا حدود” قبيل الهجوم الروسي على أوكرانيا، بينما رفضت بكين إدانة هذه العمليات الروسية، بل أطلقت في عدة مناسبات تصريحات تشير إلى مدى قوة العلاقات بين بكين وموسكو.

وتأتي هذه الزيارة بينما يترقب الغرب مدى تأثيرها على النزاع المندلع شرق القارة الأوربية، بعد أسبوع من وساطة صينية في إتمام صفقة بين السعودية وإيران لإعادة العلاقات الدبلوماسية.

وقبل ذلك أعلنت الحكومة الصينية في شباط/ فبراير الفائت “ورقة موقف” من 12 نقطة لمبادئ عامة لحل النزاع الروسي الأوكراني.

وتضع الصين علاقاتها الخارجية في سياق تنافسها مع الولايات المتحدة بين القوى العظمى، وقد برز ذلك في كسب دول الخليج على رأسها السعودية، عندما حط الرئيس الصيني رحاله في الرياض الخريف الفائت بعد وقت قصير من زيارة بادين إلى البلد العربي.

وغيرت السعودية من نهجها تجاه بعض القضايا الرئيسية في المنطقة، بما في ذلك نزاعها مع إيران، كما بدأت ترحب بالتقارب مع دمشق، ومن اللافت أن للصين دور في خلق هذه التقاربات.

إلى جانب هذه الاصطفافات الدولية الناعمة والتي لم تصل لمستوى ناري بعد، تشهد شمال شرقي القارة الأسيوية وتحديداً في بحر اليابان، مناورات وتدريبات على اتجاهين متخاصمين إحداهما متمثلاً بكوريا الشمالية الدولة النووية، وأخرى بين جارتها الجنوبية بالتحالف مع الولايات المتحدة واليابان .

ويقرأ محللون أن ما تشهده نصف الكرة الأرضية الشرقية، هو بمثابة تهيئة أرضية لخلق عالم متعدد الأقطاب ورفض ما يصفوه بالهيمنة الغربية.

إعداد وتحرير: هوزان زبير