مراكز إيواء على طريق القوافل الإغاثية في ريف حلب.. ما السبب؟

عفرين ـ نورث برس

يرى كاميران أن الهدف من تجهيز مراكز إيواء على طريق عبور قوافل المساعدات الإغاثية إلى جنديرس، شمالي حلب بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة في السادس من شباط /فبراير الماضي، بات واضحاً للجميع وهو “السرقة”.

يقول كاميران علي، (39 عاماً) وهو اسم مستعار لأحد أبناء بلدة جنديرس، إن المجلس المحلي في بلدة جنديرس سارع منذ الأيام الأولى للزلزال إلى تجهيز مركز إيواء مؤقت في مدرسة السواقة على طريق جنديرس _ عفرين شمال حلب.

وأشار “علي” أن الهدف من إقامة ذلك المركز هو “التحايل على الكارثة واستثمارها بسرقة الإغاثات المقدمة من المنظمات في المنطقة والمنظمات الدولية والإغاثات المحلية التي جمعها أهل المنطقة لإغاثة المنكوبين من الزلزال في جنديرس”.

ولفت إلى أن المجلس “اختار المكان المناسب لتسيير عمليات السرقة من خلال تحويل الدعم القادم للمنطقة لقاطني المركز وسرقة ما استطاعوا من الإغاثات، على الرغم من أن الكثير من قاطني ذلك المركز ليسوا من سكان المنطقة وليسوا متضررين”.

لم ينتهِ الأمر على السرقات من الإغاثات المقدمة للمتضررين من الزلزال عبر الفصائل والمجالس المحلية فحسب، “بل تطور الأمر لسرقة محتويات المنازل المتصدعة أو المتضررة والتي تركها أهلها وهجروها إلى الخيام والقرى المحيطة، بحسب إيبو عبد الرحمن (36 عاماً) وهو اسم مستعار.

واضطر “عبدالرحمن”، إلى ترك منزله الذي تضرر من الزلزال، والفرار بعائلته إلى بلدة شران شمالي حلب، ليتسلل مجهولون إلى منزله ويسرقون محتوياته بالإضافة إلى مبلغ 500 دولار كان قد ادخرها سابقاً خلال عمله.

وعند عودته لجلب بعض اللباس لأطفاله تفاجأ بعملية السرقة. ومن شدة مصابه لم يكترث لأنه علم “أن من لم يكن الموت واعظاً له فلن يمنعه شيء عن السرقة”.

وسكنت ريناس شاميو، وهو اسم مستعار لمتضررة من الزلزال الذي أصاب مدينة عفرين، في خيمة على طريق المازوت غربي المدينة، بعد ظهور تشققات في منزلها وخشيتها من سقوطه بفعل الهزات الأرضية الارتدادية.

تقول “شاميو” لنورث برس، أنه وبعد لجوئها مع أطفالها إلى الخيمة وبناء خيم لأهالي ومستوطنين بالقرب منها “قام مسؤول ذلك المخيم المنشئ حديثاً بتسجيل أسماء المتضررين لجلب مساعدات إنسانية من المنظمات المتوافدة إلى المدينة”.

وتضيف، أن مسؤول ذلك المخيم “قام بتسجيل أكثر من عشرة خيام بأسماء مزورة وتقديمها للمنظمات على أنها لعوائل متضررة بفعل الزلزال، وأن غالبية ساكنيها فقدوا ممتلكاتهم بفعل الزلزال أو تضرروا بشكل كبير لجلب الدعم ثم سرقته وبيعه لصالحه فحسب”.

وتشدد “شاميو” على أن ذلك الفعل ليس في مخيم شارع المازوت فحسب، بل تعدى الأمر إلى غالبية المخيمات المنشأة بعد الزلزال بهدف السرقة والتحايل لكسب المساعدات الإنسانية المقدمة.

إعداد: فاروق حمو ـ تحرير: قيس العبدالله