تعليم أطفال “داعش” في الهول.. مهمة صعبة لإبعادهم عن التطرف

الحسكة ـ نورث برس

رغم محاولات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، تأهيل أطفال عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، في مراكز تأهيل أنشأتها، معتمدة على برامج تربوية ونفسية، بهدف إبعادهم عن فكر التنظيم المتشدد، وما تم غرسه في عقولهم، لكنها تواجه صعوبات وتحديات جمة.

وتفتقر مراكز التعليم في المخيم ذاته، للخبرات والأرضية الجيدة لتعليم هؤلاء الأطفال لإبعادهم عن الفكر المتشدد، وذلك بالرغم من وجود الكثير من المنظمات العاملة في المنطقة.

ولا تزال نساء عناصر التنظيم ترفضن فكرة تعليم أطفالهن في مراكز الإدارة بحجج واهية، وأن لا مستقبل لهم مع البقاء في مخيم الهول في الحسكة شمالي سوريا.

وفي الوقت ذاته تطالب عائلات التنظيم، بتعليم أطفالهم في المدارس وضرورة حصولهم على شهادات تعليم، فالمدارس الموجودة في المخيم لا تخدم الأطفال في مجال التعليم، بحسب وصف زوجات لعناصر من التنظيم.

وتقول لاجئة عراقية في مخيم الهول، لم تذكر اسمها، لنورث برس: “الأجواء التي في المخيم ليست جيدة أطفالنا لم يتعلموا شيئاً، نريد أن يتعلم أطفالنا في المدارس، فأغلبهم لم يتعلموا القراءة والكتابة بعد”.

وتتحدث عن وجود مدارس في المخيم، “لا مستقبل لهذه الدراسة”.

27 ألف طفل في شمال شرقي سوريا، داخل مخيمات أو مراكز إعادة تأهيل خلفهم تنظيم “داعش” ورائه، وعملت الإدارة الذاتية على إعادة تأهيلهم، إلا أن قلة الدعم المقدم من المنظمات والتهديدات المتواصلة للمنطقة، بالإضافة للفكر المتشدد الذي غرسه التنظيم في عقول الأطفال، يشكل صعوبة في ذلك المسعى.

شكلت الإدارة مركزين لإعادة تأهيل أطفال “داعش”، وهما (هوري وهلات)، لكنهما يفتقران إلى خبرات ومختصين في التهيئة النفسية للأطفال.

ومنذ ما يقارب العام، تم اكتشاف نفق سري في إحدى مخيم الهول، يتم فيه تعليم أطفال عناصر “داعش” فكر التنظيم المتشدد، وذلك بعد عودتهم من مراكز التأهيل التي خصصتها الإدارة الذاتية.

ودعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونسيف، في أكثر من مناسبة، جميع الدول الأعضاء المعنية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وتحمّل المسؤولية من أجل المصلحة الفضلى للأطفال وإعادتهم هم وأمهاتهم إلى بلدانهم الأصلية.

وتطالب إحدى زوجات عناصر التنظيم من محافظة القائم العراقية، وتقيم في مخيم الهول، بالعودة إلى العراق، “أطفالنا ليس لهم مستقبل في التعليم ما دمنا في المخيم”.

وطالبت لاجئة أخرى من مدينة حلب، في مخيم الهول، بإخراجهم من المخيم، “صرلنا خمس سنين في المخيم، الأطفال لا يتعلمون شيئاً في المخيم سوى الحقد والكراهية”.

تحذر اليونيسف باستمرار من احتمالية تحول هؤلاء الأطفال إلى أشخاص متطرفين في المستقبل إن بقوا في “البيئة المتطرفة” داخل المخيم.

بينما تقول إدارة المخيم إن حالات القتل المتكررة تسبب أزمات نفسية لدى هؤلاء الأطفال وتؤثر بشكل كبير على تكوين شخصياتهم ومستقبلهم.

إعداد: جيندار عبدالقادر/ متين حسن ـ تحرير: قيس العبدالله