تهمٌ بلا دلائل وتحقيق بإشراف مهاجرات.. حال نساء معتقلات لدى تحرير الشام

إدلب ـ نورث برس

“تعذيب النساء جسدياً ونفسياً يتم تحت إشراف مهاجرات من المغرب وليبيا”، عبارة ذكرتها هديل، من نازحات دمشق وإحدى المعتقلات المفرج عنهن لدى هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً).

وأضافت لنورث برس، أن هناك قاصرات داخل المعتقل “تم عزلهن بمهجع مستقل، تحت إشراف أم هاجر التونسية”.

وزادت هيئة تحرير الشام من عمليات اعتقالها بحق النساء في عموم مناطق سيطرتها، ولأسباب متعددة لكن دون إخضاعهم لمحاكم قانونية بحجة “مكافحة الإرهاب”، ونوّعت من أساليب التعذيب.

وبقصد البحث عن مطلوبين بتهمة “الإرهاب”، داهم جهاز الأمن العام التابع للهيئة، مخيم كلي بريف إدلب الشمالي، وكان من بين المطلوبين شقيق هديل العبدالله (31 عاماً).

بحجة الضغط

ولكن عناصر الأمن اعتقلوا هديل، لعدم العثور على شقيقها، “كانت حجتهم الضغط على أخي لكي يسلم نفسه”، بحسب السيدة.

وقضت هديل، أكثر من 5 أشهر، ضمن سجن الأمنية 106 في مدينة الدانا.

وأضافت: “لم أعتقل لوحدي بل تم اعتقال أكثر من 8 نساء من ذات المخيم بينهن قاصرتان دون ال16 عاماً، بعد فرار المطلوبين من ذويهم، وتم إخفاؤنا في سجن الدانا دون أي زيارة أو حتى إبلاغ أهلنا عن مصيرنا”.

وتشرف على تلك المعتقلات، “نساء من تونس وليبيا، وأحياناً تأتي امرأة وتدعى أم حفص النجدية، وهي من السعودية”، بحسب “هديل”.

وتعرضت هديل، كغيرها من النساء المعتقلات، لشتى أنواع التعذيب، من تهديدات بالإعدام وجلد وضرب وصعق بالكهرباء وجلد بالخراطيم، في زنزانات منفرة، لمدة 45 يوماً، بهدف “سحب معلومات فيما يتعلق بإخوتنا وآباءنا المطلوبين”، بحسب السيدة.

ولم تستطع أم هديل التعرف على ابنتها لحظة خروجها من معتقل الهيئة، بسهولة، “كانت لحظات سوداء ومضت. نأسف على النساء في سجون الهيئة التي لا تختلف عن سجون النظام”.

“سياسة تشبيحية”

يشرح إبراهيم أبو جراد، (52 عاماً) وهو من نازحي دير الزور في مدينة إدلب، ويعمل سجاناً في المعتقل (107)، كيفية عمل تلك السجون والتحقيق فيها مع النساء المعتقلات.

ويقول لنورث برس: “سابقاً لم يكن ضمن برامج الهيئة تخصيص معتقلات مستقلة للنساء أو حتى وضع برنامج تحقيق بإشراف مهاجرات، بل كان الأمر ينقضي بتوقيف لمدة معينة تحت التحقيق”.

ويضيف: “لكن في الوقت الحالي، مجلس الشورى أعطى صلاحية للأمنيين بملاحقة كل شخص مطلوب وفي حال فراره يتم الضغط عليه باعتقال إحدى شقيقاته أو زوجته بما يدفعه لتسليم نفسه”.

ولاقى ذلك التوجه من الهيئة، “تخوفاً كبيراً وانتقاداً أكبر من أهالي المنطقة معتبرين أنه سياسة تشبيحية مطابقة لممارسات النظام”، بحسب “أبو جراد”.

وتضم حالياً المركزية (107)، من سجون الهيئة، أكثر من 70 معتقلة كانوا يسكنون في المخيمات وقسم منهن من مدينة إدلب وريفها، وتتراوح التهم بين “الإرهاب والقتل والشروع بالقتل وصولاً لتهم الحسابات الإلكترونية المناهضة للهيئة”، بحسب “أبو جراد”.

ويشير إلى أن الإشراف على التحقيق والتعذيب، يتم تحت إشراف سجانات يتبعن للهيئة، وتكنَّ تحت قيادة مسؤولة تدعى “أم بلال الصنهاجي”، وهي مغربية، بحسب “السجّان”.

ويضيف: “لا تخضع المعتقلات للمحاكم ولا يسمح بزيارتهن خلال الأشهر الستة الأولى، بهدف إثارة الخوف في نفوسهن وإجبارهن على الاعتراف”.

وبحسب مصادر متقاطعة من جهاز الأمن العام، تمتلك هيئة تحرير الشام أكثر من  48 مركز احتجاز دائم ضمن مناطق سيطرتها شمال غربي سوريا، تضم أكثر من 310 معتقلة بأعمار مختلفة، هذا العام، معظمهن لم تخضعن لمحاكمات قانونية حتى اللحظة، مقارنة بما يقارب 227 معتقلة خلال العام الماضي.

بالإضافة إلى ما لا يقل عن 115 مركز احتجاز مؤقت، تجري فيها عمليات التحقيق والاستجواب.

إعداد: هاني سالم ـ تحرير: قيس العبدالله